في رأيي أن تشكيل هذه الحكومة واختيار أعضائها سيكون أصعب كثيراً من جميع الحكومات السابقة، وذلك يعود إلى عدة أسباب، أولها قصر عمرها وصعوبة الإنجاز خلال تلك المدة... وثانيها الأجواء السياسية الملبدة بالغيوم المتراكمة الطبيعية والمصطنعة، والتي تنذر بأزمات قادمة ومواجهات ساخنة، وقد بدت بوادرها حتى قبل أن تبدأ مشاورات التشكيل، وهذا بالطبع لا يوجِد البيئة الصالحة والمشجعة لقبول المنصب الوزاري... وثالثها استخدام «الفيتو» من بعض التجمعات على عودة بعض الوزراء وإعلان تقديم استجوابات جاهزة حال عودتهم، وإصرار بعض التجمعات على الإبقاء على بعض الوزراء الحاليين المحسوبين عليهم في نفس وزاراتهم التي كانوا يحملون حقائبها، وهذه بالطبع محاولة لتقييد قرار سمو رئيس مجلس الوزراء وتحديد حرية حركته في عملية الاختيار... ورابعها هو إعلان أكثر من كتلة برلمانية رفضها للمشاركة في هذه الحكومة حتى قبل أن يعرض عليها طلب المشاركة ومعرفة الوزراء المشاركين فيها.الكويت تحتاج إلى حكومة قوية تستطيع أن تبحر بسفينتها وسط كل هذه الأمواج المتلاطمة، وكل هذه الظروف الصعبة وكل هذه المتغيرات السريعة، داخلياً وخارجياً، وكل واحد منا له مصلحة في ذلك، فالوطن ملك الجميع وتقدمه وازدهاره مطلب لنا جميعاً، وعزته وكرامته من كرامتنا جميعاً، لذلك فالواجب يتطلب منا مواطنين وأعضاء مجلس ورجال إعلام، أن نسعى جميعاً وبنية صادقة للدفع، كل بما يملك، إلى اختيار رجال الدولة القادرين على إدارة البلد بطريقة تحقق طموحات شعبها وبناء مستقبل أبنائه لا أن نضع الحواجز أمام كل خطوة يمكن أن تحقق ذلك، ثم وبعد التشكيل يقوم كل منا بدوره في الرقابة واستخدام وسائله في محاسبة تلك الحكومة وأعضائها والحكم على أعمالها وإنجازاتها.
* * *إعفاء بعض الوزراء من مناصبهم وعدم اختيارهم مرة أخرى لا يعني بالضرورة فشلهم أو تقصيرهم أو عجزهم، ولكن لكل وزارة ظروفها وأهدافها وتحدياتها، ومن يصلح في وزارة ما قد لا يصلح لوزارة أخرى، والأهم من كل هذا أن يكون هناك انسجام بين أعضاء التشكيلة الحكومية، وأن يكون هناك حد أدنى من التفاهم والتناغم، وأن نحافظ على روح الفريق الواحد، وهذا ما افتقدته معظم التشكيلات الحكومية السابقة.
مقالات
كلمة راس: الحكومة... وتحديات التشكيل
10-04-2011