البلطجية في كل مكان!
![خلف الحربي](/theme_aljarida/images/authorDefault.png)
وقد انضم إلى هؤلاء الكتاب والمفكرين «البلطجية» حشد كبير جدا من «بلطجية» الإنترنت الذين يبثون الرسائل القمعية عبر المجموعات البريدية، ويهاجمون كل من تسول له نفسه انتقاد السلطات العربية من خلال منتديات الإنترنت أو عبر «الفيس بوك». وإذا كان أغلب هؤلاء «البلطجية» قد قبضوا مقدما ثمن «البلطجة» السافرة التي يقومون بها فإن ثمة «بلطجية» بُله يقومون بهذا العمل اعتقادا منهم أنهم يخدمون أوطانهم ويسعون إلى إبعادها عن الأخطار المحدقة بها... صحيح أنه لا يمكن قبول صورة «البلطجي» حسن النية، ولكن ثمة عدد لا بأس به من «البلطجية» ينطلقون من نوايا حسنة بالفعل، وهؤلاء أخطر بكثير من «البلطجية» المدفوعي الثمن لأنهم يخلطون الحابل بالنابل، وينظرون إلى الحرية باعتبارها شرا مستطيرا لا بد من مقاومته حتى الموت. أما أسوأ أنواع «البلطجية» فهم «بلطجية البوصلة»، فهؤلاء يؤيدون الثورات الاحتجاجية في بلد عربي ما ويرفضونها في بلد آخر، ويتفننون في سرد الحجج العجيبة التي يحاولون من خلالها إخفاء تناقضهم البشع، وتقليب مبادئهم المطاطية المثيرة للضحك. كيف يكون الليبرالي ليبراليا وهو لا يستحي من «البلطجة»؟ وكيف يكون رجل الدين صادقا في نيته، وهو يمارس «البلطجة» جهارا نهارا؟ وكيف يكون الصحافي ملتزما بشرف المهنة وهو يعادي الحريات؟... سحقا لـ»البلطجية» فهم أسوأ بكثير من الطغاة. * كاتب سعودي كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة