يشهد قطاع الخدمات اللوجستية منافسة مستعرة بين شركاته خلال الفترة الحالية، بدأت بقضية "أجيليتي" وترسية عقد المورد الرئيسي على "أنهام" واعتراض "كي جي ال" عليها، ثم مواجهة "أنهام" لمشاكل عديدة في السوق المحلي.
ظّلت الاسباب خلف إعادة تمديد وكالة الدفاع اللوجستية الاميركية عقد شركة أجيليتي كمورد رئيسي للجيش الاميركي في العراق والكويت حتى ديسمبر المقبل، مثار تساؤل وافتراضات في السوق، خصوصا أن الخبر الذي بثته الوكالة قبل 10 أيام جاء فجأة ومن دون توقعات، حيث كانت معظم المؤشرات تتجه الى انتقال العقد الى المنافسة الاردنية شركة أنهام، التي ظهرت فجأة كلاعب رئيسي في سوق اللوجستيات الكويتي، قاطعة علاقة امتدت 7 سنوات بين أجيليتي والجيش الاميركي.المعلومات التي حصلت عليها "الجريدة" تفيد بأن "انهام" قدمت أسعارا منخفضة جدا في المناقصة على العقد، واستطاعت أن تربحه، مُحدثة فجوة "غير منطقية" - حسب ادعاءات مصادر لوجستية- عبرت عنها الفائزة في المرتبة الثانية شركة رابطة الكويت والخليج للنقل (كي جي أل) باعتراضها في ابريل الماضي على ربح المناقصة، ما أخّر اتمام الصفقة بعض الوقت.لكن ما اعتبرته "انهام" فرصة لا تتكرر للربح عن طريق خفض الاسعار، يظهر أنه كان السبب الخفي خلف اخفاق في تنفيذ مهمة تخزين وتوريد المواد الغذائية حسب العقد، اذ ان مصادر لوجستية مسؤولة تكشف أن المشاكل التي واجهتها "انهام" في السوق الكويتي في التخزين والنقل ومن ارتفاع التكلفة دفعها الى التقدم بطلب الى وزارة الدفاع الاميركية لرفع السعر او ترك هامش في مستويات اسعار المواد الغذائية حسب المتغيرات في السوقين المحلي والعالمي، الا أن الطلب تم رفضه من لجنة المناقصات التي طالبت "انهام" بتنفيذ البنود المتفق عليها أو سحب العقد وتطبيق المخالفات عليها.تطورات الصفقةوأمام هذا الوضع، وجدت "انهام" نفسها في مأزق الاستمرار في العقد وخدمته بخسارة، لكنها فضلت مسك العصا من الوسط، وطلبت اعطاءها مهلة لترتيب اوضاعها مع شركات التخزين والنقل المحلية، أي الاستفادة من عامل الوقت للتفاوض بأسعار منخفضة مع الشركات، وقد يكون الخيار المناسب لـ"انهام" من الناحية التكتيكية، هو نفسه الذي جعل وكالة الدفاع الاميركية تقول في اعلانها المذكور ان "التمديد لأجيليتي جاء لظروف قاهرة"، وهو أمر قد يكون من باب حظ "أجيليتي" التي لطالما تضافرت الامور لمصلحتها، لكن في الوقت نفسه يبقى خيارا مفتوحا لشركة "كي جي أل" باعتبارها المرشح الأول في حال فشلت "انهام" في انجاز المهمة في الاشهر القليلة المقبلة مع استمرار قضية "اجيليتي" في القضاء الاميركي.منافسة شديدةوفي قطاع لوجستي بعدد شركات قليلة، تبدو المنافسة شديدة بينها، ربما لأن شركات الصف الثاني وجدت نفسها وان كانت متأخرة كون الجيش الاميركي سينسحب كليا من العراق بنهاية 2011- أن من حقها الاستفادة من عقود لوجستية اميركية وعدم تركها حكرا على شركة واحدة، وقد يكون هذا السبب الذي أظهر توقيع عقود بين شركتين لوجستيتين محليتين مع "انهام" لاغراض تخزين ونقل، بعد تمديد العقود مع "اجيليتي" مباشرة.وكانت "انهام" واجهت عراقيل مع الشركات المحلية، لدرجة انها لم يظهر اي افصاح رسمي عن توقيع عقود معها الا الاسبوع الماضي، بعد اعلان شركتي الري لوجستيك ومبرد للنقل، ويبدو أن "انهام" حلّت العقدة التي منعت الشركات الكويتية من ابرام اي صفقة معها، اذ كانت "انهام" تريد توفير مخازن لحوم خاصة بالجيش الاميركي فواجهت معارضة محلية، على اعتبار أن السمعة قد تطال مواد اخرى مخزنة لدى هذا الشركات، ناهيك عن الاسباب الدينية والاجتماعية الاخرى، التي تجمع معظم التجار الكويتيين بعيدا عن المنافسة.ويبدو أن "انهام" اختارت طريق دبي، حيث فرعها في ميناء جبل علي لاغلاق هذا الملف، غير أنها مازالت تعاني مشكلة التخزين وقلة الاراضي المسموح بعملها كشركة لوجستية في الكويت، حيث اضطرت الى تأجير مخازن في اماكن مأهولة بالسكان والمجمعات الترفيهية، وهو أمر يُشكل عبئا ماديا اضافيا على الشركة، حيث ستضطر الى رفع حالات الامن والسلامة للمواد المخزنة للجيش الاميركي، (خصوصا أن المتربصين في المنطقة كثر لاي امر يتعلق بهذا الجيش)، اضافة الى بُعد اماكن التخزين عن القواعد العسكرية، ما سيحملها تكلفة نقل عالية، في حين كانت "أجيليتي" تخزن البضاعة في منطقتي ميناء عبدالله وميناء الدوحة، وهما منطقتان بعيدتان عن العاصمة المزدحمة ومهيأتان للامور التجارية واللوجستية.وفتحت مشكلة النقل ابوابا جديدة على "انهام"، فإن استطاعت تأمين مواقع التخزين، فهي تحتاج لاكثر من 500 شاحنة (براد) لنقل المواد الغذائية، (في حين لدى اجيليتي 1000 براد)، يخدم الجيش الاميركي حتى هذا الوقت، في حين أكدت المصادر اللوجستية أنها لم توفر هذا الاسطول حتى الآن، مشيرة الى أنها حاولت ادخال شاحنات من الخارج إلا ان العملية لم تنجح كون موديلات الشاحنات قديمة، بينما يتطلب عقد الجيش الاميركي شاحنات حديثة الصنع.من ناحية اخرى، تحاول "انهام" تجاوز عقبة اخرى مع شركات المواد الغذائية الكويتية، التي مازالت مرتبطة في عقود مع اجيليتي وتم تمديد هذه العقود بالتزامن مع تمديد عقد اجيليتي، وهو ما يجعلها غير قادرة على الالتزام بأي اوراق مع "أنهام" في الوقت الحالي، حيث مستقبل انتقال العقد من "اجيليتي" الى "انهام" غير واضح واكيد، بينما يقول مسؤول في احدى الشركات الغذائية الكبرى انه وعد "انهام" بمباشرة العمل معها في حال توقف "اجيليتي عن طلب المواد الغذائية من شركته.
اقتصاد
الجريدة• ترصد أسباب تمديد عقد «أجيليتي»: حسبة «أنهام» للفوز بالعقد الأميركي تصطدم بواقع لوجستي معقد كويتياً
30-08-2010