كان من المُفترَض أن يقوم موقع ويكيليكس بنشر 400 ألف وثيقة سرية عسكرية أميركية عن حرب العراق، على غرار الـ70 ألف وثيقة السرية التي نشرها عن حرب أفغانستان سابقاً، وأثارت جدلاً وتحركاً واسعين من قِبَل وزارة الدفاع الأميركية وغيرها.

Ad

خبر النشر تناقله أكثر من 700 وسيلة إعلامية، وجهَّزت له وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) فريقَ عمل تجاوز عدده 120 شخصاً لمتابعة النشر الجديد، لكن النشر لم يتم بل على العكس توقف موقع ويكيليكس عن العمل مؤقتاً، وعند زيارة الموقع فإنه يحيلك إلى "تويتر" حيث يوضح مؤسس الموقع الولد الشقي جوليان آسانغ، أن موقعه لا يعلن موعد نشر الوثائق، لكن ذلك حدث بسبب تضليل مُتعمَّد وأكد أنهم عائدون إلى العمل في أقرب فرصة، رغم كل أنواع الحصار والمضايقة في أستراليا وأميركا، إذ أغلقت شركة "مني بوكس" حسابهم، وهو الحساب الذي يحصل عليه "ويكيليكس" من التبرعات عبر الإنترنت، وكانت شركة "باي بال" أيضاً قد أغلقت حسابهم في وقت سابق.

قيل عن "ويكيليكس" إنه في طريقه إلى أن يصبح السلطة الخامسة في العالم تحت شعار نشر الحقيقة وثائقياً من أجل الإصلاح، بل إنه وصل من التأثير درجة أنه قيل عنه إنه حقق خبطات وسوابق إخبارية خلال 3 سنوات أكثر ممّا حققته الـ"واشنطن بوست" في 30 سنة.

"ويكيليكس" يقوم بدور ما يُسمَّى في أدبيات مكافحة الفساد بمُطلِق الصفارة، ويبدو أن الفعل والتأثير والجدل التي حققها خلال الفترة الوجيزة منذ تأسيسه تتجاوز إمكاناته بمراحل.

ويدير الموقع الشاب جوليان آسانغ الأسترالي المولد، والمقيم في السويد أو لا مكان كما يشيع، فهو في ترحال دائم.

حال الفزع والهلع التي أصابت العديد من الحكومات خوفاً من كشف المستور، تبدو عنصراً مهماً للإصلاح.

لاشك أن الهجمة التي سيواجهها الموقع ستصبح أكثر شراسةً مع الوقت، ولن يقتصر ذلك على الولايات المتحدة، وربما علينا أن ننتظر قليلاً ريثما يعود الموقع إلى العمل، ولست في حاجة إلى التنبيه إلى حال الهلع التي ستصيب العديد من دولنا عندما تُنشَر وثائقها السرية على الملأ.

فهل يصبح "ويكيليكس" سلطة خامسة أم يؤدي فزع السلطات الأخرى إلى إجهاضه؟ أمّا نحن، فمن غير الواضح إن كان ما لدينا سلطات "بضم السين" أم سلطات "بفتح السين".