ألف دينار ودروس أخرى
منحة الألف دينار مبلغ لا يؤخر ولا يقدم، ويجب النظر إليها على أنها هدية من والد الجميع يسعد بها الصغير والكبير، ويجب صرفها والاستفادة منها بحكمة وتوافق جميع أفراد الأسرة، وليكن موضوعها فرصة يثبت الأبناء من خلالها احترامهم لمن سهر على تربيتهم وتلبية احتياجاتهم.أول العمود: أتمنى أن يسود العدل قضية المقتول محمد الميموني... سأشعر بالخوف لو لم يحدث غير العدل.
***سأكتب عن علاقتنا– نحن البشر– بالمال انطلاقا من صرف المنحة الأميرية من الاحتياطي العام للدولة، فالمال يكشف معادن الناس، ورغم أن هذه الأعطيات لم تجد سبيلها إلى جيوب المواطنين بعد، فإن وسائل الإعلام بدأت وبكثافة تتناقل فتاوى رجال الدين والمصلحين الاجتماعيين عن ضرورة التصرف الحكيم والشرعي بها، خصوصاً أن الكم الأكبر من هذه الأموال سيذهب إلى قصّر وأطفال.القاضي في محكمة الأحوال الشخصية المستشار عادل الفيلكاوي يقول في مقابلة صحفية نشرتها جريدة «القبس» الصيف الماضي إن أغلب حالات الطلاق في الكويت تقع لأسباب مالية، مدللا على ذلك بأن قضايا النفقات تشكل 70 في المئة من قضايا الأحوال الشخصية، واليوم بدأت صرخات الزوجات تعلو بسبب نوايا بعض الأزواج للتصرف بالمنحة بشكل أحمق، وأظن أننا سنسمع المزيد من القصص الغريبة في القادم من الأيام. شخصيا، أنا مع أن يعبر الجميع في بيت الأسرة عن رأيه في منحته، وعلى الأبوين أن يخلقا فرصة للأبناء كي يعبروا عن آرائهم ويستمعوا لهم، فعلى الأقل ستكون هناك فرصة حقيقية لكشف أحلام أبنائنا وطلباتهم، وهي لعبة طالما قمنا بها ونحن صغار فكنا نسأل بعضنا: لو دخلت إلى مغارة ووجدت كنزاً من الجواهر، فماذا ستفعل به؟ وتأتي بعد ذلك الإجابات على تنوعها، الحكيم منها والساذج... وهذه هي الفائدة، أن نتعرف على تفكير أبنائنا وميولهم من خلال «نافذة المال».منحة الألف دينار مبلغ لا يؤخر ولا يقدم، ويجب النظر إليها على أنها هدية من والد الجميع يسعد بها الصغير والكبير، ويجب صرفها والاستفادة منها بحكمة وتوافق جميع أفراد الأسرة، وليكن موضوعها فرصة يثبت الأبناء من خلالها احترامهم لمن سهر على تربيتهم وتلبية احتياجاتهم، ويكون فرصة أيضا للوالدين أن يشيعا جوا من الثقة بين أبنائهم لو قررا منحهم جزءا أو كل المبلغ، ويراقبا بعد ذلك طريقة التصرف... وليكن الموضوع اختبارا للجميع عن علاقتنا بالمال. منحة الألف دينار ستكون مفيدة اجتماعيا إن أحسنا التعامل معها، ستعلمنا قيمة الاستئذان في أن نأخذ مال الغير لسد احتياجات صغيرة، وستعلمنا قيمة أن نعطي الثقة للصغار في أن يتصرفوا بالمال، وستعلمنا قيمة أن يشعر الأب أو الأم بالمسؤولية الجماعية بدلا من التفرد والتسلط في اتخاذ القرار، ولنتذكر بأن هذه المنحة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، وأن جزءاً من رواتبنا الشهرية ما هو إلا نوع من المنحة لأنها غير مفصلة على أساس الأداء والعمل... كل هذه القيم وربما غيرها الكثير بقيمة ألف دينار فقط. كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة