ما نراه اليوم ما هو إلا تشويه للمشهد الاجتماعي قبل السياسي, والمسؤولية ملقاة على الجميع، وعلى الأخص الشخصيات المستقلة التي غابت عن الحياة السياسية الكويتية وتركت المجال لعناصر الضجيج وتغليب المصالح الشخصية على مصلحة الوطن في شغل الساحة بتحويل الرسائل الإعلامية من منابر تهدئة وحوار إلى منابر خلاف واستهداف. «... إن مسؤولية الحفاظ على هذا الوطن العزيز، والحرص على تطوره ونمائه وازدهاره، وعلى ثرواته ومقدراته، مسؤولية وطنية مشتركة، تقع على عاتقنا جميعا، وهي ليست حكرا على سلطة أو فرد، كما أنها ليست مجالا للتشكيك أو المزايدة، والكل يعلم أن أبوابي مفتوحة, ووالد الجميع, لسماع ما يتم طرحه من أفكار ومقترحات تهدف إلى تعزيز مسيرة بناء الوطن وتنميته والحفاظ على مصلحته». من كلمات سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في افتتاح الفصل التشريعي الحالي للبرلمان.
كلمات مهمة وحيوية نستذكرها هذه الأيام ونحن في حاجة إلى الدعوة الصادقة والنصح الموجه إلى المؤسسات الرسمية وغير الرسمية, الإعلامية والدبلوماسية والتشريعية وغيرها لانتهاج منهج تعزيز الرسالة الإيجابية.نحن بحاجة إلى الأخذ بعين الاعتبار الاهتمام «بالمواطن» وحمايته من تداعيات الأزمات التي تجري في الدول المجاورة... ونطمع في الوقت ذاته أن نتلمس مبادرات قيادية لتوضيح الأمور للشباب المندفع نحو التغيير... فمن يلعب دور القدوة, هل هو النائب الذي لا يبادر إلا بشغل المنصة باستجوابات؟ أم الأكاديمي الذي ضعفت أمامه النقابات؟ أم ناشطو جمعيات النفع العام الذين غابت عنهم الجماهير؟ما نراه اليوم ما هو إلا تشويه للمشهد الاجتماعي قبل السياسي, والمسؤولية ملقاة على الجميع، وعلى الأخص الشخصيات المستقلة التي غابت عن الحياة السياسية الكويتية وتركت المجال لعناصر الضجيج وتغليب المصالح الشخصية على مصلحة الوطن في شغل الساحة بتحويل الرسائل الإعلامية من منابر تهدئة وحوار إلى منابر خلاف واستهداف.لقد ألقى زلزال وتسونامي العالم العربي بظلالهما على منطقتنا مستقويين بمن يسعى إلى إثارة الفتن والعزف على أوتار الطائفية, في الوقت الذي يكرر الجميع أن الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها، ومن يتابع قنوات الإعلام المرئي والإلكتروني يلاحظ ترسخ الاحتقان الطائفي في نفوس البعض، ومساهمة وسائل الإعلام في تضخيمه.فهل ننتظر أن ينفجر الاحتقان الكامن أم نلجأ إلى أسلوب الحوار وأن يفرغ الجميع ما لديهم من مشاعر؟الحقيقة التي نواجهها هي أن الزلزال الذي نتعرض له «استثنائي» ومتفاوت من مكان إلى آخر في خريطة العروبة, بدأ في بعض المناطق بإرادة الشعب والمؤسسات في تغيير النظام، ونجح في المرحلة الحالية على الأقل, وامتد إلى مناطق أخرى بشكل احتجاجات اندست من خلالها مطالب متطرفة أفقدت الدول توازنها، فماذا عسانا أن نفعل أمام تداخل الاحتقان المذهبي بالبعد الإقليمي استعدادا لتسونامي اجتماعي قادم؟!!***كلمة أخيرة: بعد العاصفة الرملية التي تعرضت لها المنطقة قبل عدة أيام آن الأوان لوزارة الداخلية والصحة والهيئات المساندة المختصة أن تقوم يتقييم، استعداداتها للأزمات وتدارس ما حدث بدقة، وبالتالي صياغة رسائل توجيهية من ضمنها الاستعداد المنزلي لمرضى الربو والقلب, وآلية الاحتراز الصحيحة أمام العواصف الرملية الشديدة.وكلمة أخرى: ما بال الرسائل الإعلامية الحكومية أخيرا؟ هل دخلنا زمن تحويل كل جهد متواضع إلى إنجاز منقطع النظير؟!!
مقالات
عين على هذا الوطن!
29-03-2011