الكويتيون شعب مبالغ فيه. يحتاج من يتعامل معنا إلى كاتالوج. ولا يضحكني شيء كما تضحكني اجتماعات "رؤساء التحرير"، مع التقدير، التي هي الابنة الكبرى لاجتماعات "القمة العربية"، والتي هي مثل ذاكرتي، لا يعوّل عليها. على أن صورة رؤساء التحرير مجتمعين كانت مفيدة، فقد عرفت أن رئيس تحرير جريدتنا، الزميل خالد الهلال، دقّ الشنب، أو هو خففه بعد أن كان كثّاً غليظاً، ويبدو أنه قرّر التوغل أكثر في الليبرالية والعياذ بالله (تعريف الليبرالية في الكويت هو "دق الشنب")، أقول ذلك وأنا لم ألتقِه منذ أكثر من شهرين. وعرفت أيضاً أن رئيس تحرير جريدة "الراي" الشقيقة، الزميل يوسف الجلاهمة، هو الأطول بين الرؤساء وزعماء الصحافة. وعرفت أن رئيس تحرير "القبس"، الزميل وليد النصف، مستعجل وعلى وجه سفر، كعادته، ولا وقت لديه لترتيب غترته ووضع نظارته في جيبه. وعرفت من خلال نظرة نائب رئيس تحرير جريدة "الوطن"، الزميل وليد الجاسم (رئيس التحرير الزميل خليفة العلي لا يحضر إلا اجتماعات صاحب السمو أمير البلاد فقط، كما أظن)، أقول وليد الجاسم، من خلال نظراته الواضحة في الصورة، يفكر كيف يوفّر كميات هائلة من البنزين، لزوم المرحلة المقبلة، فهذا هو ملعب "الوطن". وعاش "بو خالد" وعاش من قال.

Ad

أما رئيس تحرير "عالم اليوم"، الزميل عبد الحميد الدعاس، ذو الابتسامة الشاسعة، فيبدو أنه كان أسعد الحضور في هذا الاجتماع (حديثي كله عن اجتماع رئيس مجلس الوزراء بالنيابة معالي الشيخ جابر المبارك مع رؤساء التحرير)، ولا أدري ما سبب كل هذه الابتسامة المترامية الأطراف على وجه "أبي يوسف" في حين أن الأخ الواقف على الطرف، الذي هو أقصر الموجودين، والذي لا أعرف من هو، كان في حالة تكشيرة مرعبة، "دير بالك عليه بو يوسف".

أما الأخ قبل الأخير، الواقف بجانب الأخ المكشر، فيبدو أنه الزميل بركات الهديبان، رئيس تحرير جريدة "الصباح"، أو الجريدة التي تخصصت في أمرين لا ثالث لهما، مدح سمو رئيس الحكومة الشيخ ناصر، والهجوم على النائب الدكتور فيصل المسلم، وقد قرأتها مرة وتبت توبة نصوحاً.أما رئيس تحرير جريدة "النهار" الزميل عماد بوخمسين، فكان كجريدته تماماً، مبتسماً مسالماً محترماً، في حين أثبت الزميل عدنان الراشد، نائب رئيس تحرير جريدة "الأنباء" أنه "قريب من السلطة"، حتى في الصورة... ويذكرني بالرواية الروسية "الحياة أجمل في الدفء".

ولا أدري أيّ الحضور هو رئيس تحرير جريدة "الدار"، كي أستفسر منه عن سعر البنزين بعد أن استحوذ عليه كله، وترك نائب رئيس تحرير "الوطن" وليد الجاسم في العراء. يالله معلش يا بو خالد... "قزّرها بالقاز"، ومن لم يجد الماء فليتيمّم.