تجنيد الخدمات هو صورة فاضحة للتأثير في قرار الناس في الاختيار، فلو كانت المؤسسات الخدمية تقدم خدماتها للجميع وبحسب القانون لما اضطر الناخبون إلى خلق مصطلح نائب خدمات وآخر للمواقف، ويستمر تأثير التمييز في تقديم الخدمات حتى بعد إظهار النتائج ووصول النواب إلى قبة البرلمان.

Ad

أول العمود:

تكريم القيادات النسائية الذي أقامته جمعية «بيادر السلام» بمناسبة يوم المرأة العالمي خطوة تستحق الإشادة

***

لا يوجد في العملية الانتخابية الكويتية مؤشرات تزوير لنتائجها كما حدث في تزوير انتخابات عام 1967 الفاضح، وربما شاب بعض الانتخابات عدد من الملاحظات على عمل الهيئة القضائية، لكنها لم تكن متعمدة ولم يتم تأكيدها من أي طرف لتوثق لاحقاً، ويُستثنى من ذلك مسألة الطعون الانتخابية التي جاءت نتائج بعضها على غير ما أعلن من نتائج.

في رأيي أن هناك منفذاً آخر غير مرئي لما يمكن تسميته بـ«التأثير البليغ» في مجريات العملية الانتخابية، والتي تتعدى مسألة التزوير المباشر وتتدخل في تسيير العملية السياسية برمتها من خلال تجنيد خدمات الوزارات والهيئات الحكومية لمرشحين محددين يُراد لهم الدخول إلى البرلمان، ويدخل هذا التأثير ضمن ملف الفساد السياسي الذي يجنّد المال العام لإيصال الناخب إلى قناعة أن مرشحا ما «أكثر فائدة» له من مرشح آخر.

هذا التجنيد للخدمات هو صورة فاضحة للتأثير في قرار الناس في الاختيار، فلو كانت المؤسسات الخدمية تقدم خدماتها للجميع وبحسب القانون لما اضطر الناخبون إلى خلق مصطلح نائب خدمات وآخر للمواقف.

ويستمر تأثير التمييز في تقديم الخدمات حتى بعد إظهار النتائج ووصول النواب إلى قبة البرلمان من خلال فتح حنفية الخدمات الحكومية لنواب محددين في عمليه تؤدي إلى منحهم وقوداً للنجاح في الانتخابات القادمة، إذن نحن أمام خدش كبير في سلامة الانتخابات النيابية، ولا مناص من وقف الفساد العام والعبث بمقدرات الدولة من أجل إدارة الانتخابات على هوى الحكومة.

هذه الظاهرة هي السبب في تحييد تأثير مجلس الأمة في العملية التشريعية والرقابية، فمن خلالها تتم عملية حسم وصول أسماء معينة سلفاً إلى المجلس على صهوة الخدمات الحكومية كالتوظيف والعلاج في الخارج وغيرها الكثير، فأين حرية الناخب هنا في الاختيار؟ وهل العملية الانتخابية بموجب ما قلناه تستحق أن توصف بالشفافية؟

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة