بينما لا تزال أغلبية القوى السياسية اللبنانية تعوّل على تطورات إيجابية محتملة ومنتظرة في وقت قريب بفعل المساعي السعودية – السورية، فإن الوقائع السياسية للأزمة بدت في اليومين الماضيين متجهة نحو مزيد من التعقيد بعد انتقادات وجهها رئيس مجلس النواب نبيه بري في اتجاه بعبدا لطرح موضوع التشاور في ملف "شهود الزور" على طاولة الحوار، فضلاً عن انتقادات أخرى مماثلة وجهها أيضاً إلى فريق "14 آذار" لعدم انعقاد مجلس الوزراء.

Ad

وجدّد وزير الشباب والرياضة المنتمي إلى "حركة أمل" التي يرأسها بري، علي عبدالله، الموقف من طرح ملف شهود الزور في جلسة مجلس الوزراء، مشدداً على أنه "لن تنعقد أي جلسة لمجلس الوزراء إلا بطرح ملف شهود الزور، ومناقشته، لا بل طرحه على التصويت كذلك، وأياً تكن النتيجة، فنحن نقبل بها".

وأمل وزير الداخلية والبلديات زياد بارود أمس، أن "تكون فترة الأعياد هادئة، وأن يستقطب لبنان السياح والمغتربين اللبنانيين".

وعن توقعه انعقاد جلسة لمجلس الوزراء أواخر هذا الأسبوع، أجاب بارود: "انتم تتوقعون، اما أنا فأتلقى دعوة رسمية، ولكن حتى اللحظة لم نتلق أي دعوة"، مضيفاً: "ليس بإمكاني أن اتوقع، وهناك أمور كثيرة بحاجة للعمل والتدقيق، والناس المعنيون بهذا الملف حريصون، ولا احد إلا ويبحث بأفضل ما يمكن للخروج من أزمات متعددة نحن فيها، فلنثق ببعضنا البعض ونعتبر أن الجميع حريصون على البلد وعندها تهون الأمور".

إلى ذلك، أكد عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب محمد قباني أمس، أنه "لا احد يستطيع أن يجبر رئيس الوزراء على وضع ملف شهود الزور كبند أول على جدول أعمال الجلسة"، لافتاً إلى أن "هناك ملفات مهمة يجب البت فيها، ولا تحتمل التأجيل، ويجب وضعها كبند أول، ومن ثم نضع ملف شهود الزور، وأن موضوع التحقيق مع شهود الزور هو أمر مطلوب". وأضاف: "بالنية الطيبة يمكن الوصول إلى شيء ما، أما بالعناد فلا يمكن الوصول إلى أي شيء".

وحول الخلاف الحاصل بين وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي ومدير عام الطيران المدني حمدي شوق، أمل قباني من العريضي أن "يعود إلى شيء من الهدوء ويبقي إدارة المطار لأهل الخبرة، ومن أهمهم السيد حمدي شوق لأنه من الكفاءات النادرة".

وقال: "انا لست ضد العريضي بل ضد انفراد أي وزير بوزارته مهما كان، واستقالة شوق سببها تكبيله بقرارات من قبل العريضي"، مشيراً إلى أن "العريضي لا يريد إنشاء الهيئة الناظمة للطيران المدني في لبنان، بل يريد السيطرة على مطار بيروت الدولي، علماً أن عدم إنشاء الهيئة جريمة بحق الوطن".

في موازاة ذلك، شدد وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك أمس، وفق ما نقل عنه موقع الإذاعة الإسرائيليّة أمس، على أنّه "من الأهمية بمكان أن تكون إسرائيل متيقّظة إلى أن قرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان المتوقّع صدوره حول اغتيال الحريري لن يؤثر على إسرائيل".