«السملقي والزكرت وكحيلان»، ثلاث كلمات ليست مثل باقي الكلمات، فهي تستخدم عادة لوصف الرجال أو على الأقل... الذكور منهم!

Ad

و»السملق» في اللغة تعني القاع المستوي الأجرد الذي لا شجر فيه، وإذا أضفنا الياء إلى آخرها صارت «السملقي» التي تستخدم مرادفا لوصف «اللوقي» في المناطق المطلة على الخليج العربي، وهو الكلب الناتج من تزاوج كلب عادي مع كلب الصيد «السلوقي».

وتستخدم كلمة «السملقي» في شبه الجزيرة العربية، على وجه الخصوص، في المناطق النجدية، وتعني الإنسان التافه غير المهم والجاهل في أوساط جماعته وعائلته، والساعي دائما إلى إثبات وجوده عبر سلوك طريق المعارضة لكل رأي، حتى لو كان فيه مصلحة وخير لمن يهمهم الأمر، وإذا لم تنفع كلمة «لا» فإن هذا «السملقي» يلجأ إلى تبني وجهة نظر شاذة ومخالفة... فقط ليقال إنه مهم وله كلمة في أوساط «الجماعة»!

و»السملقي» لا ينفع من اقتناه أو مالكه، فلا هو كلب حراسة يحمي المنطقة ولا هو كلب صيد يجلب الطرائد لصاحبه، بل عالة يأكل ما توافر من الجيف وبقايا الطعام!

و»الزكرت»، كلمة أصلها تركي ويوصف بها الرجل الشجاع، وفي الشام أصبحت الكلمة رديفا «للفتوات» الذين يحافظون على أمن الحارة، وعند أهل العراق تشير كلمة «الزكرت» إلى الرجل العازب، وفي الخليج العربي، وبالذات في الكويت تعني الرجل الذي يحب الملبس الفاخر... وأيضا يحب «سعة الصدر» والتي تحمل دلالات كثيرة!!!

وأما الكلمة الأخيرة «كحيلان» فيقال إن 5 خيول نجت من كارثة «سد العرم» في اليمن المشهورة في القرآن الكريم، وتوجهت إلى نجد، ومنها حصان غلب اللون الأسود على محاجر عينيه فأصبح كالكحل... وسمي كحيلان.

وهذا الحصان كان أسبق الخمسة وأكثرها صبرا وتحملا، ويقال أيضا إن سلالته هي الخيول العربية الأصيلة الموجودة حاليا، وبطنه ضامر ورأسه كبير، ودائما ما يكون على أهبة الاستعداد لمساعدة صاحبه، فيكون أسرع من بقية جنسه في تقبل الرسن والسرج.

و»كحيلان» لديه غريزة عجيبة، فهو يحس من قبضة الفارس إذا كان سيذهب في مهمة حربية أو في زيارة عادية أو مجرد «مسير» للحفاظ على اللياقة... واسم كحيلان يطلقه أبناء الجزيرة العربية على الرجل الشجاع صاحب المبادئ الشريفة التي لا تتغير مع هبوب الرياح واختلاف الفصول، فهو في الشتاء وفي البرد القارس كحيلان، بيته مفتوح وديوانه عامر سواء كانت أوضاعه المادية جيدة أم سيئة، وكذلك في القيظ الشديد، لاتغيره الأحوال الجوية... ولا السياسة في ذلك الوقت.

يقول أحد الخبثاء «لو قسمنا كبار المسؤولين، سواء منهم المنتخبون من قبل المواطنين أو ممن اختارهم أبناء مهنتهم في الجمعيات الأهلية حسب ما سبق، فكم «سملقي» منهم قفز إلى الواجهة؟ وكم «زكرتي» تسلم منصبا فقط لأنه يحب «سعة الصدر»؟ وكم... وكم... وكم كحيلان ظل كما هو في مكانه ولم يحصل على فرصة ليحسن وضعه أو ليطور عمله؟»