صندوق خيري ما فيه خير!

نشر في 05-10-2010
آخر تحديث 05-10-2010 | 00:00
 د. حسن عبدالله جوهر ليت القائمين على هذا الصندوق الخيري ومسؤولي وزارة التربية يكشفون عن نتائج هذا الصندوق في مخرجاته التعليمية ليبينوا للرأي العام ولأصحاب العقول المريضة ممن اتخذوا قرار منع البدون من الالتحاق بمدارسهم مجدداً نسب النجاح للدارسين على نفقة هذا الصندوق.

حقيقة لا أعلم سر العلة الحكومية مع الظلم، خصوصاً مع الضعفاء من البشر، وتفننها في أساليب القهر والحرمان، وهل مثل هذا المرض يتعلق بالسياسة الرسمية للدولة أو غياب المسؤولين عن المشاكل والهموم التي يعيشها الناس أو لوجود حكومة خفية في بطن الحكومة القائمة أو جميع هذه الأسباب معاً؟

فهل انتهت مشاكلنا المزمنة والتراكمات المحزنة لقضايا أساسية مثل الإسكان والتوظيف والصحة والبنية التحتية، وهل تحقق لنا الأمن الإقليمي والاستقرار السياسي في المنظمة، وهل بدأت عجلة التنمية بالدوران لتؤتي ثمارها في ظل بورصة خضراء، وهل وضعنا حدا للعنف الأسري ومعدلات الطلاق والإدمان على المخدرات لتتفرغ الحكومة من جديد للتحرش بمجموعة من الأطفال من فئة البدون وتشرب حليب السباع لتتخذ قرارها التاريخي بمنعهم من جديد من التعليم؟!

بالله عليكم أي منطق هذا في تعطيل فرصة التعليم لحوالي ألف طفل ونحن على أبواب الدراسة، وقد فتحت كل مدارس الكويت من الرياض إلى الجامعات أحضانها لاستقبال الطلبة من عمر أربع سنوات حتى الاثنين والعشرين سنة لأسباب أمنية؟

وهل هناك سخافة أكثر من اتهام شريحة من الأطفال لتعريض أمن الدولة للخطر؟ وأي ذنب اقترفه هؤلاء الأطفال ليمنعوا من التعليم؟ ومع هكذا عقلية لا نستبعد أن تلصق بهم تهم الفتنة الطائفية التي عصفت بنا قبل أسابيع أو عمليات الإرهاب التي تعرضت لها الكويت أو التخابر مع جهات أجنبية، لأن الحكومة اكتشفت للتو أن أطفال البدون كانوا خلفها أو قاموا بتمويلها؟!

إن الصندوق الخيري للتعليم الذي ولد بعملية قيصرية بعد جهود كبيرة ومساع حثيثة من أهل الخير لا يكلف الدولة فلساً أحمر، ويأتي تمويله من بنوك ومؤسسات بشكل طوعي، وفتح هذا الصندوق ليشمل أطفال البدون ومن مختلف الجنسيات التي تعيش على أرض الكويت من الضعفاء والمعسرين.

وليت القائمين على هذا الصندوق الخيري ومسؤولي وزارة التربية يكشفون عن نتائج هذا الصندوق في مخرجاته التعليمية ليبينوا للرأي العام ولأصحاب العقول المريضة ممن اتخذوا قرار منع البدون من الالتحاق بمدارسهم مجدداً نسب النجاح للدارسين على نفقة هذا الصندوق، ومعدلاتهم أعدادهم في قائمة الأوائل المئة على مستوى الكويت خلال السنوات الثلاث الماضية فقط، ليعلموا أي جريمة قد اقترفوها بحق الطفولة وبحق البشرية وبحق الكويت عموماً.

والمصيبة الكبرى أن قرار منع البدون مجدداً من حق التعليم يأتي بعد أسبوع واحد فقط من إعلان الحكومة أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة التزامها أمام المجتمع الدولي في حل القضايا المدنية والإنسانية للبدون!!

ولتعلم الحكومة، وأجزم بأنها تعلم علم اليقين، أن مثل هذه الضغوط والاستئساد على هذه الشريحة المستضعفة لن تجد في معالجة هذا الملف، فليتقوا الله هم والمحرضون لهم من أصحاب القلوب السوداء في هؤلاء الأطفال لأن دعوتهم مستجابة لا محالة بحق ظالميهم ممن انتزعوا خصلة الخير من مجرد صندوق أسس لعمل الخير!

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top