ثورة الشعب المصري، التي استمرت ثمانية عشر يوماً، شغلت الدنيا كلها وأقامت العالم على قدميه ولم تقعده حتى وصلت إلى هدفها الأساسي، وشعارها الأول هو رحيل رأس النظام السابق وتنحيه عن الحكم.

Ad

في ظني أن أحداً لم يكن يحلم أو يتخيل أن يحدث ما حدث، فالنظام المصري بكل جبروته واعتماده على جهاز شرطة واستخبارات يفوق عددها عدد الجيش المصري، وميزانية حسب المعلومات التي قيلت من بعض المطلعين تفوق ميزانية القوات المسلحة، ينهار في فترة لا تتعدى اليومين أو الثلاثة، من شباب عزل لا يحملون سلاحاً، ولا دعماً خارجياً، شباب تسلحوا بالأمل بعيش كريم وحياة حرة.

إنه أمر الله القائل في كتابه الكريم «قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».

إنه درس عظيم لمن كان له سمع وبصيرة من حكام العرب، فما من قوة تحميهم ولا تدفع عنهم شر الثورات غير العدل والتواصل مع شعوبهم، وقديماً قالت العرب: الأمن أهنأ عيش، والعدل أقوى جيش. ونتمنى للشعب المصري تحقيق أمانيه في العيش الكريم الحر، كما نتمنى عودة مصر لقيادة الأمة العربية نحو استعادة العزة والنهوض بها في طريق الاتحاد والتكامل لتأخذ مكانتها المستحقة بين أمم العالم.

***

لأن علاقتنا نحن في الكويت بمصر غير... فنتمنى على الحكومة الكويتية أن تسارع إلى إعلان تأييدها لما حدث وتشد من أزر الشعب المصري، وتؤكد التعاون مع النظام الجديد واستمرار استثماراتها هناك، بل وتبادر إلى إرسال أحد كبار الوزراء للالتقاء بالقيادة الجديدة هناك وإعلان الوقوف معها.

كما ندعو الإخوة القائمين على جمعيات النفع العام والإسلامية منها خاصة القيام بحملة لدعم الإخوة المصريين الذين توقفت أعمالهم وتعطلت مصالحهم خلال فترة الثورة، فهم أولى من غيرهم بالمساعدة.