فتنة قتل المسيحيين العرب! 


نشر في 09-11-2010
آخر تحديث 09-11-2010 | 00:01
 خلف الحربي رغم كل ما تدّعيه التنظيمات الإرهابية من قوة وشجاعة فإن عملياتها الإجرامية قائمة على الغدر, فقد عجزت عن الوصول إلى الجنود الأميركيين الذين تعاديهم فقررت قتل المدنيين الغربيين تحت ذريعة أنهم يدفعون ضرائب للدول الغربية، وهذه الضرائب تستغل في بناء الجيوش لذا وجب قتلهم! وحين استطاعت الدول الغربية تأمين الحماية لمدنييها (على نفقة الدول الإسلامية طبعاً!) لم يجد الإرهابيون هدفاً أسهل من المسيحيين العرب لقتلهم بحجة أن هؤلاء العزل يشاركون الجيوش الغربية في الديانة!

بالطبع لا يحتاج الإرهابيون إلى مبررات للقتل فهم يقتلون المسلمين قبل المسيحيين، بل إنهم لا يترددون أبدا في قتل أنفسهم من أجل قضايا لا يعرفون عنها شيئاً, ولكن المؤسف حقاً أن الأوساط الدينية والثقافية والإعلامية في الوطن العربي تعاملت مع ظاهرة قتل المسيحيين بمنتهى البرود, ولم تواجه هذه الظاهرة بما تستحق من إدانة، ولم نشاهد لرموز العمل الإسلامي أي مواقف صلبة تجاه هذا المنهج الجديد والخطير لقوى الإرهاب!

ولا أعلم حقاً كيف يمكننا انتقاد الصمت الدولي تجاه قتل المصلين في مساجد فلسطين بينما نحن صامتون تجاه قتل المصلين في كنائس العراق؟! هل يقر ديننا الحنيف هذا السلوك الإجرامي؟

بالطبع لا, ألا يعتبر الصمت على جريمة المسلم بحق المسيحي الأعزل شراكة ضمنية في الجريمة؟

وبأي وجه نتحدث عن سماحة الإسلام إذا لم نتحرك بجدية لحماية ديننا الحنيف من عبث العابثين وندافع عن أتباع الديانات الأخرى الذين كفل لهم الإسلام حق حماية كرامتهم وصون حقوقهم والحفاظ على وجودهم؟!

أما السؤال الأهم من كل هذه الأسئلة فهو: هل نعتقد فعلاً أن المنظمات الإرهابية- وفي طليعتها «القاعدة»- بدأت بقتل المسيحيين فقط لأنها تنظيمات مجنونة أعمتها شهوة الانتقام عن تلمس طريقها؟!

والإجابة عن هذا السؤال هي أن تنظيم «القاعدة» حتى لو كان يعتمد على المجانين في تنفيذ عملياته الإجرامية، فإنه يدار من قبل عقول تعرف جيداً ما الذي تفعله! فالهدف الأساسي من قتل المسيحيين هو العودة بالمعركة إلى نقطة البداية كي تتخذ العنوان المثير: «الحرب بين المسيحية والإسلام»، والذي سينتج عنه استدراج القوى الغربية للتدخل العسكري في العالم العربي تحت غطاء «حماية الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط»، وهنا تنتعش «القاعدة» وتمنح حربها مع القوى الدولية مشروعية أكبر!

إن أقل عمل يتوجب على الحكومات العربية القيام به هو الإدانة الجماعية لهذه الظاهرة الدموية التي سوف تؤدي إلى زيادة حالة الانقسام داخل الدول العربية, كما أن الواجب الإسلامي والقومي والوطني يحتم على الشخصيات الإسلامية المؤثرة من علماء الدين والمشايخ اتخاذ موقف حازم وواضح من العمليات الإرهابية التي تستهدف المسلمين، وأن توضح للعامة أن مثل هذه العمليات ستلحق الضرر والبلاء بالعالم الإسلامي أكثر من أي طرف آخر, أما المثقفون العرب- وكذلك بعض وسائل الإعلام العربية- فإن تحركهم الخجول تجاه هذه المسألة هو عار ما بعده عار!

* كاتب سعودي

back to top