مبروك دولة قطر قيادة وشعباً، لقد أثبتّم أن الأمم ليست بأحجامها ولكن بفعل رجالها، ورؤية قادتها الذين يؤمنون بها ويناضلون لإنجازها، ويجعلون شعبهم يثق بهم فيعملون معهم بإخلاص لتحقيقها على أرض الواقع، ففوز الدوحة باستضافة كأس العالم 2022 ومن قبله إنجازاتها العديدة، جعل من قطر قبلة المنطقة لمَن يريد أن يتعلم كيف يكون الإنجاز، فأمير قطر سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وحرمه الشيخة موزة المسند، والشيخ محمد بن حمد آل ثاني ذو اللكنة الفرنسية الراقية، ورئيس الحكومة سمو الشيخ حمد بن جاسم، هم فريق الأحلام لقطر والمنطقة، الذي حقق الإنجازات، وشكّل الانطباع والصورة الحضارية المثقفة الجديدة لحكام الخليج وشعوبها لدى الغرب والعالم أجمع، بعد أن كانت تلك الصورة النمطية برموزها، بئر النفط والبعير والرولزرويس، راسخةً لديهم، فمبروك لنا جميعاً بهذا الإنجاز، لأن كأس العالم ستمتد على طول وعرض دول مجلس التعاون الخليجي الذي سيكون الامتداد الطبيعي والدعم اللوجستي لاستيعاب هذا الحدث العالمي الكبير في بداية العقد المقبل.

Ad

وبلا شك فإن النموذج القطري أصبح هو عنوان ونموذج المرحلة في العالم العربي، خاصة بعد أن يكتمل برؤية أمير قطر بالمشاركة الشعبية، وكل مَن يرِد اليوم أن يقيس مدى إنجازاته وتطوره، فيجب عليه أن يقارن بين ما يحققه وما تنجزه وتخطط له قطر، وهي الإنجازات والخطط التي لخّصها ووضعها القطريون في ملفهم الرائع لمونديال 2022، ورغم علمي بحساسية وامتعاض البعض عندنا من المقارنة بين الكويت والدول الخليجية الأخرى، فإن العاقل مَن يتعلم ويستفيد من تجارب أقرانه، ولا تأخذه العصبية والتعنت ليبقى في حالة «محلك سر» دائمة!... ولذلك أجريت هذه المقارنة البسيطة بين بعض ما جاء في الملف القطري للمونديال وما لدينا من وعود خطة التنمية العتيدة:

● مطار الدوحة الجديد يباشر العمل في 2011 – الكويت توقّع عقد تصميم المطار الجديد فقط بـ19 مليون دينار ومدة الإنجاز غير مؤكدة بعد.

● مدينة حمد الطبية أُنجِزت بمجموعة مستشفيات وبدأ العمل في إنشائها عام 2003 - مستشفى جابر الأحمد (جنوب السرة) طُرِح على مجلس الوزراء في 2003 وما زال المشروع في عام 2010 في مرحلة وضع الأساسات.

● قطر تفتتح فروع أرقى الجامعات العلمية (هندسة وطب وعلوم) غير الربحية - والمدارس والجامعات الخاصة الكويتية أضحت دكاكين للربح برسوم مالية خيالية (تابعة لشركات مدرجة في البورصة) بتخصصات أغلبيتها أدبية تؤدي إلى تراكم المزيد من العاطلين عن العمل.

● جسر المحبة القطري البحريني سيباشر العمل به في العام المقبل بعد أربع سنوات فقط من طرح فكرته - جسر جابر (الصبية) يدرس منذ عام 1997 والسيد وكيل وزارة الأشغال العامة عبدالعزيز الكليب أطال الله بقاءه في موقعه يبشرنا في 2010 بأن توقيع عقد تنفيذه أصبح قاب قوسين أو أدنى!

● مترو أنفاق الدوحة سيكون في الخدمة قبل كأس العالم 2022 بسبع سنوات - ومترو أنفاق الكويت الذي أقر فكرته مجلس الوزراء في أكتوبر 2004، مازال في 2010 في مرحلة توقيع عقود دراسة الجدوى ودراسة إنشاء الشركات التي ستنفذه!

وحتى لا نغرقكم بمزيد من التفاصيل التي تزيد الحسرات، عليكم أن تقارنوا بين «لوسيل» الواقع القطرية ومدينة الحرير الورقية الكويتية، المدينة التعليمية القطرية والحرم الجامعي الجديد لجامعة الكويت، بين انفتاح قطر وبنائها لأكبر كنيسة في الخليج العربي وبين تزمّت وانغلاق مجلسنا البلدي، وبالتأكيد ستكون هناك دروس كثيرة مستفادة من المقارنة لذوي المسؤولية والألباب، ولكن هل هناك مَن يريد أن يستوعبها ويعدل النهج لنستفيد من تجارب أشقائنا وإنجازاتهم؟ ونعيد الأمل والفرحة إلى الشعب الكويتي اللذين يتناسبان مع مليارات فوائض النفط التي تتراكم في خزائن بلده، بينما أوصلت حالة المراوحة والجدل والتنازع على المكاسب في البلد، البعض إلى مرحلة من الإحباط، وقناعة خاطئة، ولكنها تتردد بكثرة بين الكويتيين، مفادها: ليتقاسم المتصارعون على المشاريع عمولاتهم «وهو التعبير المهذب لنهبِ المشاريع» وينجزوا شيئاً للبلد يخرجه من مرحلة الجمود والتراجع.