استراحة بين شوطين!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
ولعل هناك من ظن في البداية قبل اتضاح الأمور لاحقاً أن مسعود البرزاني هو الذي وقف وراء هذه الخديعة، لكن ما يمكن الجزم به بصورة مطلقة هو أن هذا "الزعيم"، الذي هو رجل قيم ورجل مناقب، والذي هو ابن عائلة لها إرث عريق في الصدق والبعد عن التلاعب والمناورات السياسية، لا يمكن أن ينقض عهداً أو يحنث بوعد، وان غضبه بالتأكيد قد تجاوز غضب أياد علاوي ومجموعته وزملائه إزاء ما فُهِمَ على أنه تراجع عما تم الاتفاق عليه في أربيل.ولعل ما يعزز القناعة بأن صفة المحاصصة هذه، التي أبرمت تحت ضغط الولايات المتحدة أولاً، وتحت ضغط الكتلة الكردية ثانياً، ربما لن تصمد طويلاً لأن إياد علاوي، الذي شعر بأن كل ما جرى كان بمنزلة استهداف لوحدة كتلته الهشة التماسك أساساً، لا يزال على "حَردِهِ" وأنه هدد بأنه سيتحول إلى المعارضة، ولن يشارك في حكومة نوري المالكي التي كانت ولادتها قيصرية وعسيرة.وبهذا فإنه يمكن الجزم بأن كل هذا الذي جرى هو مجرد استراحة قصيرة بين شوطين، فصيغة المحاصصة هذه التي جرى تكريسها من غير الممكن أن تستمر، والمؤكد أن العراق سيبقى يعاني كل ما عاناه على مدى السبعة أعوام الماضية ما لم تحل محل معادلته الطائفية الكئيبة والبائسة معادلة تقوم على أساس التوجهات والبرامج السياسية، لا على أساس المذاهب والإثنيات العرقية.