نتمنى منكم ونرجوكم أن تكونوا ممثلي الأمة لا شوكاً في خاصرتها! أسألكم: هل انتهت قضايا الدولة وهل عفت الذاكرة عن "بلاوي" الوطن بداية من اختناقات المرور ومآسيه الى تهديد وجودنا بضرب المفاعلات النووية الإيرانية من إسرائيل حين يفتح لها الراعي الأميركي الضوء الأخضر كي ننسى كل بلاء وكل مصيبة وتصبح قضية نواب الأمة "موجزة في ماذا كتب بالويب سايت ياسر حبيب أو غيره من اللاهثين وراء أسباب الفتن بدول مفتتة بعقلية القبليات الطائفية والدينية والماضي الذي يحكم الحاضر؟ هل اختزلت قضيتنا في خروج ياسر عن أصول العقيدة حين طعن في المقدس التاريخي...؟ هل أفلستم اليوم يا نواب الأمة أم أنكم مفلسون وعياً بهموم الوطن وقضاياه الكبرى؟ ما حاجتنا إلى ذلك الاصطفاف الديني، وذلك الحشر المذهبي حتى يقف بعض النواب الذين يمثلون الضمير "الشيعي" كي يصدروا أحكام الإدانة المسبقة على ياسر الحبيب، ومن يكون ياسر حبيب سوى أنه أصولي جعفري نسي ذاته وأخذ ينبش في كتب التاريخ المذهبي ليدين وقائع وحكايات عفا عليها الزمن؟ ليقل ياسر الحبيب من مكانه خارج حدود الدولة ونطاق قانون الجزاء ما يريد، فهذا شأنه ورأيه وليحاسب عليه وفق أحكام القانون النافذ وليس ذلك من شأن نواب الأمة حين يلبسون رداء قضاة محاكم التفتيش في القرن الواحد والعشرين، ولا يصح لهؤلاء النواب أن يجدوا في خرافات ياسر مناسبة لإدانة وزير الداخلية أو ترهيب وزير الإعلام بقانون المرئي والمسموع، فليس هذا القانون في النهاية غير مسمار آخر دق في نعش حرية الضمير.

Ad

همنا ليس ياسر حبيب ولا من هم على شاكلته من النابشين في أضابير التاريخ وصفحات "الفتنة الكبرى"، همنا الكبير هو وحدتنا الوطنية التي حرص عليها سمو الأمير في خطابه قبل أيام بسيطة وحذر من مغبة التلاعب بها... التطرف الديني أو المذهبي لا يجوز أن يواجه بتطرف آخر، والفكر البائس لا يصح أن يقابل بما هو أكثر بؤساً وأكثر تطرفاً... ولا يصح في أي حال أن يصبح سبباً ومناسبة لتطرف مذهبي مقابل حين ننسى احتكامنا إلى دولة القانون المفترضة... ليس ياسر حبيب قضية الأمة اليوم، وإنما هو قضية أهلنا وإخواننا من الطائفة الجعفرية الذين يجدون أنفسهم اليوم في وضع محرج من دون مبرر... خطأ كبير ما يحدث وما تنفخ فيه صفحات الإعلام المزايد على تخلف الوعي الوطني، وجريرة فرد لا يصح أن تكون سبباً لعاصفة الطائفية في "الفنجان" الكويتي... لا نريد منكم يا نواب الكدر غير القليل من التسامح والاحتكام إلى روح العدل... لا نريد منكم غير أن تكونوا ضمير الأمة حين يعي معاني وحدتنا الوطنية، لا كائنات تغرز الشوك في قلبها.

***

ملاحظة وكلمة شكر للزميل والصديق العتيق "بوعزيز" خليل حيدر في رده ودفاعه عن الراعي الأميركي في جريدة الوطن، وسأعقب عليه في الوقت المناسب، وأتمنى ألا نغرق في بهرجة دين التحرير من الغزو الصدامي، ويصبح تاريخ الولايات المتحدة هو تاريخ الإنسانية... لكن يا "بوعزيز" ألا تعتقد أنك ظلمت أهل الفكر والتاريخ حين ساويت "نوام تشومسكي (نعوم أو نحوم ولا يهم كيف يلفظ اسمه بالعبرية) ومعه الراحل الكبير إدوارد سعيد بالأستاذ هيكل وعقدة المؤامرة..."، سأعود لـ"نعوم" تشومسكي وكتابه الأخير "آمال واحتمالات" من دون أن ننسى مايكل مور وأفلامه الوثائقية في الوقت المناسب.