الحريري: تصريح خامنئي إيراني ونحن لدينا مواقفنا كحكومة لبنانية
سلهب: كلام خامنئي مثل فيلتمان تدخل في الشأن الداخلي... وهو مرفوض
لقي تصريح مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي بشأن المحكمة الخاصة بلبنان أمس الأول، الذي كان واضحاً في الرفض المطلق للمحكمة، ردود فعل مختلفة على الساحة اللبنانية، وذلك مع اقتراب صدور القرار الاتهامي في قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.وأثار كلام خامنئي جملة ردود ابرزها من رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي أكد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البلغاري بويكو بوريسوف أمس، احترامه لخامنئي، قائلاً: "أنا ذهبت الى إيران وتكلمنا في كل الأمور، ولكل جانب وجهة نظر"، وأضاف: "في ما يخص القرارات الدولية هي قرارات دولية، وأقول إن الموقف هو موقف إيراني ونحن لدينا مواقفنا كحكومة".
وأشار الحريري إلى أن "الكل يسعى إلى الاستقرار في المنطقة، ونحترم السيد خامنئي، وكل شخص يستطيع قول رأيه، وهذا لن يؤثر على المسار السعودي-السوري الإيجابي، فالأمور تتقدم وربما ليست بالوتيرة التي يتمناها البعض لكن الأمور تتقدم".من جانبه، أعرب بوريسوف عن اعتقاده أن "الحل سيوجد لكل المشاكل الموجودة، وهذا ما سيؤدي إلى تمتين التبادل التجاري مع لبنان"، مضيفاً "بعد زيارة الرئيس الحريري لبلغاريا وزيارتي للبنان هناك ظروف لتطوير علاقتنا لصالح السياسة الخارجية لبلدينا"، وأضاف: "يمكن الوصول إلى نمو سريع في ميدان الاقتصاد والتعاون بين البلدين وهذا ما سيحصل، وبلغاريا يمكنها المساعدة في قطاع الكهرباء".إلى ذلك، رأى وزير العدل ابراهيم نجار أمس أن "جلسات مجلس الوزراء جمدت عملياً عندما ربط الوزراء المعارضة اتخاذ اي قرار بالتصويت على ملف شهود الزور"، لافتاً الى أن "أولويات الناس ملحة نتيجة التردي المعيشي". وعن كلام خامنئي، اعتبر نجار أنه "في حين كان الكلام السوري قانونياً وتحت مظلة الامم المتحدة فإن خامنئي أطلق تصريحاً سياسياً، وهذا الكلام ينطلق من عدم الاقرار أصلاً بالمحكمة الدولية".واعتبر عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب سليم سلهب أمس ان "كلام خامنئي موجه الى الداخل والى الغرب، كما هناك كلام من غير المرشد موجه الى الداخل والى الخارج، فكلام خامنئي يشبه كلام فيلتمان وفي ذات المستوى، وكلام خامنئي تدخل في الشأن الداخلي اللبناني، وجيفري فيلتمان عندما اتى الى لبنان تعاطى في الشأن الداخلي اللبناني وهذا امر ايضاً مرفوض".ولفت عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش أمس الى أن ما قاله خامنئي "هو إعلان إيراني رسمي برفض المحكمة الدولية الخاصة بلبنان"، مضيفاً: "الرئيس السوري بشار الأسد معترف بالمحكمة الدولية ووجودها ولكن مع عدم تسييسها، وهناك تناقض بين موقفي خامنئي والأسد، وفتوى خامنئي على طرفي نقيض مع كلام الأسد".وشدد علوش على ان "منطق ولاية الفقيه السيطرة المطلقة على لبنان، وما قاله خامنئي هدفه استمرار تشدد حزب الله"، وتابع: "الهدف الحقيقي للحزب فرض سيطرة الولي الفقيه على لبنان".واعتبر عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت أمس أن كلام خامنئي "هو كلام مفاجئ ويتعارض مع السياسة الإيرانية المعلنة"، واصفاً إياه بأنه "أعاد خلط الاوراق بعد أجواء التهدئة الداخلية".وذكّر فتفت بأن إيران قالت إن المحكمة "شأن لبناني ولن تتدخل فيه"، وقال: "كلام خامنئي مغاير لموقف وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي الذي أعلن أنه يسعى إلى التقارب مع المملكة العربية السعودية وتركيا، وبالتالي مساندة للمسعى السعودي - السوري".