كل ما رغبت فيه صديقاتي وزملائي هو إسعاد الآخرين لا شيء آخر... أسعدني أن القلوب الرحيمة مازالت بخير، مازالت هنا تطمئننا بأن الرحمة موجودة، فرغم كل هذا الجشع مازالت هنا، ورغم كل هذا الجحود الذي امتلأت به أنفس البشر مازالت موجودة، تضيء أيامنا وتزيدها أملا وتفاؤلا.

Ad

مازال الخير يمكث في قلوب كثيرة، قد لا تحتاج كثيرا إلى أن يتم إيقاظ هذه الإنسانية فيها... كل ما احتجته هو رسالة نصية أرسلتها عبر هذا الجهاز العبقري «بلاك بيري» عن حفلة ستقام للأيتام وتبرعاتكم ستسعدنا، ولن أنكر أنني لم أشجعهم على البخل، بل حفزتهم على المشاركة ولو بدينار، لم أكن لأتخيل كمية الأظرف التي استلمتها خلال يومين... كانت السعادة تغسل قلبي لأنني تأكدت أن الدنيا مازالت بخير.

في يومين اكتشفت الإنسان داخل أصدقاء ومعارف لم أكن قد تعرفت على جميع جوانبهم، وآخرون لم ألتق بهم منذ سنوات لكنهم حرصوا على أن يحضروا لي النقود حتى باب منزلي.

والأجمل أن منظمة هذا الحفل صديقة عزيزة لم تتوان عن فعل الخير مع هذه الفئة الأكثر احتياجا للحب والحنان والتذكر، لاسيما من قبل أشخاص عاديين مثلنا، فنحن لا نسعى إلى أن تصورنا وسائل الإعلام لنظهر ادعاءنا الإنسانية خلال عشر دقائق في جدول أعمال هذه الشخصية التي تحلم بمنصب وزاري مرموق أو بالترشح لمجلس الأمة.

لا نملك هذه الطموحات، كل ما رغبت فيه صديقاتي وزملائي هو إسعاد الآخرين لا شيء آخر... أسعدني أن القلوب الرحيمة مازالت بخير، مازالت هنا تطمئننا بأن الرحمة موجودة، فرغم كل هذا الجشع مازالت هنا، ورغم كل هذا الجحود الذي امتلأت به أنفس البشر مازالت موجودة، تضيء أيامنا وتزيدها أملا وتفاؤلا.

من خلال شخصي المتواضع استطعت تجميع 600 دينار من خلال دائرتي الصغيرة، سررت كثيرا وشعرت بأن ثقتهم لن تضيع هدرا، حيث بتنا نخاف من التبرع لما نسمعه عن عمليات سرقة وتمويل للأسلحة للجماعات الإرهابية... كل هذه الأشياء جعلت أناسا مثلي يخافون التبرع لأي مؤسسة خوفا من الأجندة والأهداف غير المعلنة التي تمولها.

أما نحن فلسنا سوى أناس عاديين لا نرغب سوى في إضفاء البسمة على الثغر الحزين لهؤلاء، وها نحن نستعد للاحتفال بهم وتوفير مبالغ أخرى لعمل حفلة أخرى لهم.

لستم أيتاماً صدقوني، فهناك قلوب كثيرة تحلم في إسعادكم، قد لا تعرفكم ولكنها تحبكم... لن تبخل عليكم بالمال والحب والحنان... مازالت الدنيا بخير، مازالت الإنسانية تحلق فوق سمائنا فقط إن أردنا أن نراها.

قفلة:

قد نحزن... قد لا نرى النور في نهاية النفق، لكن إن لم تكن السعادة من نصيبك فحاول بكل بساطة إسعاد مسكين محتاج، وستجد نورا من الأمل يبزغ في حياتك من جديد.

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة