الناس في الكويت متذمّرون رغم كل المزايا التي يتمتعون بها، فالسكن في الكويت شبه مجاني، والعلاج والدراسة في كل مراحلهما مجانيان... الدولة متكفّلة تجهيز البنى التحتية للخدمات... الكهرباء والماء شبه مجانيين... السلع الغذائية الأساسية مدعومة بشكل مستمر... المرتبات تُعتبَر الأعلى في المنطقة... الطلبة تُصرَف لهم رواتب... العاطلون تُصرَف لهم مبالغ تعينهم إلى أن تجد لهم الدولة العمل المناسب... حتى المواليد تُصرَف لآبائهم بدلات... ولعل أعظم هذه المزايا وأكثرها إرضاء للنفس البشرية، مساحة الحرية الكبيرة التي يعيشها الكويتي في بلاده، ومشاركته في إدارة شؤون بلاده وإبداء رأيه في كل صغيرة وكبيرة، من دون خوف ولا وجل، فليس في الكويت سجين رأي، ولا رقيب على الإنسان إلّا القانون... ولا تنازع بين الناس هنا إلّا في ساحة القضاء.
ورغم ذلك كله، فالناس متذمّرون من كل شيء، ومساحة التذمر في تزايد، فلا تدخل ديوانية إلّا وتسمع تذمر روادها من خدمات الحكومة في المجالات كلها تقريباً، مفردات الفساد، الواسطة، التهاون، التسويف، المحسوبية، تتردد بين جملة وأخرى ومن شخص إلى آخر... التذمر ليس محصوراً بالحكومة، بل تعداها إلى مجلس الأمة وتصرفات أعضائه ووعودهم الكاذبة ومواقفهم المتقلبة، وتقديم مصالحهم الخاصة على المصلحة العامة، وتدخلاتهم في شؤون السلطة التنفيذية.الناس متذمّرون من كل شيء... من الجمعيات التعاونية، من الرياضة، من المرور، من مستوى التعليم... ومن الخدم ومن إذلالهم في السفارات الأجنبية للحصول على الفيزا... والقائمة طويلة وطويلة جداً... التذمر مستمر والحكومة تعلم ذلك، لكنها لا تعمل شيئاً وهنا يكمن الخطر... تذمر الناس قنبلة جاهزة للانفجار تنتظر من يأتي إليها ليسحب المسمار، الناس المتذمّرون يصدقون كل شائعة ولا يحتاجون إلى دليل يثبتها، إنهم مستعدون لاتّباع أي صيحة وتلبية أي دعوة للتعبير عن ضيقهم وتذمرهم، والحكومة مطالبة بتكليف فريق متخصص يدرس المسألة بأسلوب علمي ورفع توصيات لعلاجها، قبل ان يستفحل الوضع ولا ينفع بعد ذلك ندم.***بعد غدٍ يحل علينا عيد الأضحى، وأود أن أنتهز هذه الفرصة لأعبّر عن خالص تمنياتي وتبريكاتي لكم جميعاً، وكل عام وأنتم ومن تحبون بخير وعافية، والكويت بأمن وأمان، وتقبّل الله طاعتكم، وعساكم من عوّاده.
أخر كلام
كلمة راس: الناس متذمّرون
14-11-2010