اجواء مشاورات تقليدية

نشر في 06-04-2011
آخر تحديث 06-04-2011 | 00:01
 أحمد عيسى حسمت الحكومة خياراتها بالاستقالة بعد أن استنفدت جميع الوسائل المتاحة لإطالة عمرها، فكانت الأطول منذ عام 2006، وطول العمر ليس معيارا للتقييم في عالم السياسة، لكنه في الكويت مؤشر مهم يؤخذ به.

في أيامها الأخيرة تعرضت الحكومة لاستجوابات مقدمة بحق الوزراء الشيوخ من ذرية الشيخ مبارك، فواجهت الاستجوابات بالقفز إلى الأمام، واستقالت متعذرة بعدم رغبتها في إدخال البلاد في نفق طائفي الخروج منه غير مأمون، لكنها فعليا كانت تحاول الحفاظ على هيبة الوزراء الشيوخ بعد أن نقلوا الحرب إلى مجلس الأمة، وبين ربكة الحكومة واستقالتها نسينا أن هناك استحقاقاً على الشيخ أحمد الفهد، مفاده أنه أعلن استعداده لمواجهة استجوابه في جلسة علنية، وهو ما يحتم عليه القتال للعودة إلى نفس مناصبه ويواجه الاستجواب حتى لا يقال عنه إنه هرب من المواجهة، خصوصاً أننا نعلم قدرته على المواجهة وقدرته «إذا أراد» العودة إلى مواقعه.

وبالأمس أُعلن تكليف الشيخ ناصر المحمد بترؤس حكومته السابعة، والمعطيات تبين ألا شيء سيتغير سواء من ناحية آلية الاختيار أو برنامج العمل أو روح التعاون مع السلطة التشريعية، وسيتم اختيار ثلاثة مستويات للوزراء: وهم أبناء الأسرة الحاكمة، ومختصون، وممثلون من قبائل وتيارات سياسية، وقبل أن يرتفع الدخان الأبيض من قصر الشويخ ستكون سماء الكويت تلبدت ببالونات اختبار وزراية ضمت أسماء ومسميات وحقائب بعضها جدير بالاهتمام، وآخر مثير للضحك، فتأتي الحكومة الجديدة بخلطة الشيخ سعد العبدالله، رحمه الله، 5 وزراء يرحلون ويستبدلون بـ5 وزراء جدد، و5 وزراء يستمرون بنفس حقائبهم و5 وزراء يتم تدويرهم.

وفي يومها الأول تعلن الحكومة بعد أدائها اليمين الدستورية أمام البرلمان أنها أتت لتنجز الملفات المهمة، وأنها ستعمل على حماية الوحدة الوطنية وتطبيق القانون، وتحترم الدستور، وتمد يدها للتعاون مع مجلس الأمة لرفعة شأن الكويت، ثم تسبب في يومها الأخير استقالتها بتعذر التعاون مع النواب نظرا لتعسفهم باستخدام الأدوات الرقابية، وأن هذه الأجواء المشحونة غلبت المصلحة الشخصية على العامة، مما حال دون إمكان التعاون مع المجلس، فيحل بعدها المجلس، وندخل في انتخابات جديدة، ثم تعود أغلبية الوجوه إلى المقاعد الأمامية والخلفية.

في كل مرة نصرّ آمالنا في منديل لنقدمه هدية إلى الحكومة الجديدة، لا يحوي شيئا كثيرا سوى رغبة جارفة في أن تتحسن بلادنا، وأن يتحول تطبيق القانون إلى فعل نراه بأعيننا لا نسمعه في تصريحات المسؤولين، وأن تكون مكافحة الفساد واقعا لا شعارا، لكننا مع ذلك ننتظر بعناد تحقق آمالنا، فنواصل الانتظار لأننا لا نملك سواه ومنديل أمانينا.

على الهامش:

داخل حكومة دولة الكويت جهاز غير معني بالأرصاد الجوية يحذر من هبوب عاصفة ترابية، وجهاز مهمته مراقبة الطقس ينفي الخبر، ويطالب بعدم الالتفات إلى الشائعات، فتأتي العاصفة وتتوقف حركة الطيران والملاحة، ثم تنجلي فتعود الحياة طبيعية دون أن نسمع تعليقا لأي مسؤول حول تضارب تصريحات الأجهزة التابعة لنفس الحكومة المتعلقة بالعاصفة نفسها.

back to top