«المستقبل» يهاجم «حزب الله»: انتقل بأدائه إلى حزب ميليشياوي
بعد الاستقبال الذي حظي به مدير عام الأمن العام السابق اللواء جميل السيد في مطار رفيق الحريري الدولي أمس الأول، من قبل "حزب الله" وحلفائه، توالت أمس، ردود الفعل المنددة والشاجبة لطريقة تعاطي الحزب مع السيّد لجهة الحماية السياسية والميدانية التي أمّنها له "على حساب الدولة والشرعية".ورأى عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد كبارة أمس، أنَّ "أعداء الحقيقة والعدالة، أي حزب إيران وملحقاته، أسقطا الدولة اللبنانية تمهيداً لإسقاط المحكمة الدولية"، مضيفاً: "لقد أسقطوا الدولة اللبنانية بكاملها، سواء عبر تطاولهم على زعيم السنة سعد الحريري أو على موقع رئاسة الحكومة، بالإضافة إلى تهديد أزلامهم بالاعتداء على الرئيس الحريري".
ولفت كبارة إلى أنَّه "من يتعرض لزعيم السنة أو مقام رئاسة مجلس الوزراء بالتهديد، سواء بيده أو بغيرها، فسترد عليه الطائفة السنية بتهذيب لسانه ولن يكون التهذيب بيدها حتماً". ودعا كبارة الحريري إلى "تبني هذا النهج علناً دفاعاً عن الشرف الوطني ضد اعتداءات العصابات المسلحة، ودفاعاً عن كرامة الطائفة السنية التي استهدفتها تصريحات السفهاء صغار السفهاء مهما علت رتبهم ومن هم أصغر من صغار السفهاء".وتوجّه كبارة "لمن يهدد بـ7 أيار (مايو) جديد" بالقول: "لا نهابه ولا نهاب أياراته، نتمنى ألا يحاول تكرار التجربة، ولكن إذا قرر أن يكررها فعليه وعلى أوليائه تحمل عواصفها الارتدادية، فلن نسمح لسلاح الغطرسة بأن يستهدفنا ونحن نتفرج، بل سنستهدفه في كل مكان".إلى ذلك، اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب رياض رحال أمس، أن "طريقة العصابات التي عاد بها جميل السيد إلى لبنان، وحمايته من قبل عناصر من حزب الله ونوابه ونواب التيار الوطني الحر على أرض المطار تدل من جديد على مؤامرة كبيرة للاستيلاء على مؤسسات الدولة، وعلى إعلان دويلة الأمر الواقع ضمن الدولة اللبنانية، لأنه كان من واجب الأجهزة الأمنية اعتقال السيد وسوقه إلى الاستجواب بدلاً من أن ينصب أميناً عاماً ثانياً لحزب الله". ورأى رحال أن "إلحاح نواب حزب الله في لجنة المال والموازنة النيابية على التصويت على البند المتعلق بتمويل المحكمة الدولية هو انقلاب على البيان الوزاري، ويصب في محاولاتهم المتكرر إلغاؤها، وهو خير دليل للبنانيين الشرفاء بأنهم متورطون مع جميل السيد في الاغتيالات".وعقدت "كتلة نواب عكار" التي تضم النواب معين المرعبي، هادي حبيش، خالد ضاهر، نضال طعمة، خالد زهرمان وخضر حبيب اجتماعاً في مركز "تيار المستقبل" في عكار أمس، إذ تلا النائب ضاهر بياناً باسم الكتلة، رأت فيه أن "فصلاً جديداً من فصول الانقلاب على المؤسسات الدستورية والسلطات تنفّذه قوى تسمّي نفسها بالمعارضة وعلى رأسها حزب الله"، وشددت على "رفض منطق الميليشيات والفتنة وتأكيد مرجعية الدولة ومؤسساتها". وأعلنت "صراحة مواجهة محاولات طمس الحقيقة بمزيد من التمسك بالعدالة والمحكمة والمؤسسات". وأضاف البيان: "ان مشروع الانقلاب هذا، هدفه طمس كل شعارات المرحلة السابقة منذ عام 2005، أي منذ استشهاد الرئيس رفيق الحريري وإلى اليوم، ورفض إنجازات ثورة الأرز، وما حققته من آمال لأغلبية الشعب اللبناني، وإن حزب الله وأدواته وملحقاته الصغار تحوّلت إلى أبواق تتطاول على المقامات والرموز الوطنية، وتتهم القضاء وقوى الأمن الداخلي وشعبة المعلومات بكل الاتهامات الجوفاء، وحتى رئاسة الجمهورية لم تسلم من هذا الهجوم".وتابع البيان: "ان التطاول على المقامات والرئاسات هو الانقلاب بعينه، فالتمنطق بقوة السلاح والعبور فوق الدولة والإطاحة بأسسها وبمؤسساتها مثلما شهدنا بالأمس (الأول) في مطار الشهيد رفيق الحريري يشكل عملاً ميليشيوياً وشكلاً من أشكال العصيان والتمرّد اللاقانوني واللاأخلاقي بحق موقع رئاسي وقضائي، ولقد انتقل "حزب الله" بأدائه إلى حزب ميليشياوي بدلاً من أن يكون حزباً مقاوماً، ففقد بذلك الإجماع الوطني حوله لينال إجماع فئة من المتسلقين على حسابه تحت عناوين باطلة وزائفة".