الاتحاد غير الشرعي يتودد إلى «الفيفا» على حساب الكويت

نشر في 31-08-2010
آخر تحديث 31-08-2010 | 00:01
• طلب رأي الاتحاد الدولي في المادة 4 من القانون 5 لعام 2007

• يريد نيل الموافقة على تعديل المادة 32 من النظام الأساسي بالمخالفة لنصوص القوانين المحلية
في خطوة غير مستغربة، خاطب مجلس إدارة اتحاد كرة القدم «غير الشرعي»، الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» لاستطلاع رأيه في نص المادة 4 من القانون 5 لعام 2007، وهو ما يعد استقواء بالهيئات والمنظمات الرياضة الدولية لمحاربة القوانين الوطنية، خصوصاً أنه من غير المنطقي أخذ رأي مسؤولي «الفيفا» في تعديل القوانين الوطنية.

في استمرار لمسلسل الاستقواء بالهيئات والمنظمات الرياضية الدولية وفي ما يؤكد سعي البعض إلى مواصلة محاربة القوانين الكويتية عبر الاتصال بجهات خارجية، أرسل مجلس إدارة اتحاد كرة القدم "غير الشرعي" كتاباً إلى "الفيفا" عقب الاجتماع الذي عُقد تحت رقم 5/ 2010 بتاريخ 10 أغسطس الجاري، يحيطه علماً بموافقته على ثلاثة مقترحات للجنة العلاقات الدولية والقوانين التي يرأسها حسين المسلم، منها مقترحان خاصان بتعديل المادة 32 من النظام الأساسي المعتمد من قِبَل الجمعية العمومية التي عقدت يوم 26 نوفمبر من عام 2007، والتي تنص في فقرتها الأولى على أنه "يتكون مجلس الإدارة من 5 أعضاء (رئيس ونائب للرئيس وثلاثة أعضاء)، وفي فقرتها الثانية على أنه "يتم انتخاب الرئيس ونائب الرئيس وأعضاء مجلس الإدارة من قِبَل الجمعية العمومية ويتم اقتراح اسم كل مرشح لانتخابات مجلس الإدارة من قبل العضو الذي يمثله، ولا يمكن أن يمثل العضو أكثر من ممثل واحد في مجلس إدارة اتحاد كرة القدم الكويتي.

أما المقترح الثالث فخاص بتعديل المادة 4 من القانون 5 لعام 2007، والتي تنص على أنه "تتكون الاتحادات الرياضية من الأندية الرياضية التي تشارك في مرحلتين سنيتين، بمسابقتين في كل مرحلة على الأقل من المسابقات الرسمية التي ينظمها الاتحاد".

ويكون من بين أعضاء مجالس إدارات الاتحادات الرياضية عضو واحد عن كل ناد رياضي من الأندية المشار إليها في الفقرة الأولى من هذه المادة.

بالإضافة إلى موافقة المجلس على مقترح اللجنة الانتقالية السابقة بتعديل المادة 32 من النظام الأساسي.

وأكد المجلس في ختام كتابه أنه ينتظر رد "الفيفا" حتى يتسنى له اتخاذ اللازم وفقاً للإجراءات المتبعة بهذا الشأن.

وإذا كان مقبولاً أن يخاطب أي اتحاد نظيره الدولي لتعديل مادة من مواد النظام الأساسي أو اللوائح، فإنه من غير المعقول أو المقبول أو المنطقي أن يخاطب الاتحاد غير الشرعي "الفيفا" لأخذ رأيه في مادة من مواد القوانين الوطنية، وهو ما يُعد تصرفاً غير مسؤول وغير لائق، فهو دعوة سافرة إلى التعدي على الحق السيادي للكويت كدولة، خصوصاً أن هذه القوانين تم تشريعها بواسطة مجلس الأمة ووافقت عليها الحكومة ثم مهرت بتوقيع سمو أمير البلاد.

ولعل هذا التصرف الذي لا يمكن وصفه بأقل من الأعوج يثير تساؤلات، أولها هو: منذ متى تخاطب الاتحادات الوطنية نظيرتها الدولية بشأن النظر ومعرفة الرأي في مادة من مواد القوانين الوطنية؟ فالاتحاد الدولي "الفيفا" كغيره من الاتحادات الدولية لا شأن له بالقوانين على الإطلاق، وهو ما أكده مسؤولو هذه الاتحادات مراراً وتكراراً، لأن مجرد كلامهم عن القوانين الوطنية يُعد بمنزلة التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وهو أمر مرفوض تماماً.

ثم يأتي السؤال الأهم، وهو: مَن فوَّض أو منح أعضاء الاتحاد غير الشرعي الحق في تعديل نص أي مادة من مواد القانون؟ فهل منحهم أعضاء مجلس الأمة أو الحكومة الضوء الأخضر لتعديل القوانين؟ لا سيما أن الحكومة لا تعترف أصلاً بهذا الاتحاد المخالف للقوانين الوطنية بإقرار وزير الشؤون الاجتماعية والعمل، وبالطبع قبلها النواب.

 اعتراف بإدارات الأندية الحالية

والغريب في الأمر أن "المجلس غير الشرعي" خاطب مجالس إدارات الأندية الـ14، ومن بينها المجالس الثمانية المعينة، التي عُيِّنت من قِبَل الهيئة العامة للشباب والرياضة بدلاً من المجالس التي انتخبت هذا المجلس في الجمعية العمومية غير العادية غير القانونية، وبالتأكيد فإن كتاب "المجلس" إلى الأندية هو اعتراف بالمجالس المعينة بعد رفض رئيسه الاعتراف بها طوال الفترة السابقة، واعتبارها مجالس غير شرعية، ووفقاً لهذا الاعتراف بات للأندية الحق في أن تمارس دورها في اتخاذ ما تراه مناسباً من أجل إنقاذ الكرة الكويتية من براثن المجلس غير الشرعي.

والغريب أيضاً أن كتاب المجلس غير الشرعي إلى الأندية لم يتضمن تفاصيل عن مضمون الكتاب الموجه إلى "الفيفا" بشأن المادة 4 من القانون 5 لعام 2007، والمادة 32 من النظام الأساسي.

  المسلم ولجنة العلاقات الدولية

وبعيداً عن كتاب مجلس إدارة الاتحاد "غير الشرعي"، هناك سؤال يطرح نفسه بقوة، وهو لماذا اختار المجلس مدير المجلس الأولمبي الآسيوي وأمين سر اتحاد السباحة الكويتي حسين المسلم لرئاسة لجنة العلاقات الدولية والقانون على الرغم من أنه ليس رجل قانون؟ وهو اختيار يثير الشك والريبة والخوف من أن يكون مسؤولو المجلس غير الشرعي يهدفون إلى الترتيب لجلب المزيد من القرارات ضد الكرة الكويتية عن طريق المسلم، الذي يجيد لعب هذا الدور بكفاءة واقتدار شديدين يُحسد عليهما، وخصوصاً أننا لم نستفد من أي دور للمسلم في العمل على رفع تعليق نشاط الرياضة الكويتية الذي بدأ مطلع العام الحالي، ولا لمسنا أي خطوة في الاتجاه الإيجابي للتنسيق مع مسؤولي اللجنة الأولمبية الدولية، هذا بالإضافة إلى العلاقة الحميمة التي جمعت المسلم، والتي وصلت إلى التزويد بالكتب أولاً بأول، مع رئيس لجنة العلاقات العامة السابق بـ"الفيفا" جيروم شامبين، والذي عاقبه "الفيفا" بتنحيته من منصبه بعد اكتشاف أمره للجميع.

back to top