بعد تألقه في الملك فاروق وزمن العار... تيم الحسن... نجم الدراما الرمضانيّة في أسعد الورّاق

نشر في 26-08-2010 | 00:00
آخر تحديث 26-08-2010 | 00:00
بعد تجسيد شخصية الملك فاروق منذ سنتين ودور سائق التاكسي في رمضان الماضي في مسلسل «زمن العار» الذي احتلّ المراتب الأولى في سباق الأعمال الدرامية، يؤدي الممثل تيم الحسن هذه السنة بطولة مسلسل «أسعد الورّاق» الذي يعتبر إضافة جديدة إلى مسيرة هذا الفنان الشاب.

يجسّد تيم شخصية أسعد الوراق، رجل فقير يملك عربة صغيرة ينقل فيها أكياس الحنطة من مكان إلى آخر وتشكّل باب رزقه الأساسي، تظلمه الظروف وتقسو عليه فتسوقه في رحلة شاقة نحو الوعي الذاتي والموضوعي وبلورة مفهوم عميق للحياة الحرّة التي يدافع عنها بكل ما يملك من قوة. تلفت طيبة قلبه وقناعته وعزّة نفسه وصدقه ومحبته للناس انتباه عدنان بك (أسعد فضة)، رجل ثري يحنّ على الفقراء، ويقرر مساعدته ما يثير غيرة زوج ابنته المعروف بحقده وعجرفته وغروره ويخطط لإيقاع الأذى بالوراق.

قضايا اجتماعية

يعالج المسلسل مرحلة تاريخية (عشرينيات القرن العشرين وثلاثينياته)، كانت فيها دمشق ترزح تحت الاحتلال الفرنسي ويتوق الشعب إلى الحرية والاستقلال، ويتمحور حول قضايا إنسانية واجتماعية تتشابك مع بعضها، ثم تتطور بين اليأس والأمل حيناً والتفاؤل والتشاؤم حيناً آخر، وترتبط كلها بأسعد الوراق.

حكايات كثيرة تنسج حول شخصيات المسلسل وتتطور الأحداث من خلالها رويداً رويداً على غرار حكاية مراد، التاجر الشعبي الذي ارتبط اسمه فجأة بجريمة غامضة يرفض الخوض في أسبابها، حكاية عدنان بك الضابط الذي يتقاعد بعد خوضه سلسلة من الحروب ويعكف على كتابة مذكراته المليئة بالأســرار، حكاية أيمن صاحب النفوذ في وكالة الحبوب والذي يتلاعب في السوق، حكاية خليل الســروجي الحمّال البسيط الذي يعطف على أسـعد ويزوجه ابنته، حكاية كسام ونعيم وهما تجسيد للبطل الشعبي ومفهوم البطولة عموماً.

درويش وإنساني

أجاد الحسن في أداء دور الوراق، الشاب الدرويش الذي يفيض إنسانية، فنجح، كعادته، في مقاربة هذه الشخصية بصدق وعمق سواء من ناحية الشكل أو المضمون. من هنا يمكن القول إن المنتج هاني العشي كسب الرهان باختيار تيم لتجسيد هذه الشخصية، لا سيما أن هذا الأخير سعى إلى القبض على تفاصيل في الشخصية الأصل ولم يقلد ممثل الشخصية الأساسي الفنان الراحل هاني الروماني ولم يتحول إلى ممثل منافس له.

صحيح أن تيم يقدّم شخصية الإنسان الطيب، إلا أن إتقانه للدور دفع المشاهد إلى عدم اعتبار الطيبة كنوع من الغباء والبلادة، كما يفسّرها البعض، بل إلى التساؤل في حيرة: هل هو طيب ومتسامح أم هو غبي خائف وقلق؟

كراكتير خاص

توضح مخرجة المسلسل رشا شربتجي، في حديث لها، أن تيم الحسن أعطى الدور حقّه، وأنه أحد أهم الممثلين الموجودين راهناً على الساحة الفنية العربية والدليل الإنجازات الدرامية التي حققها في السنوات الماضية.

عن سبب اختيارها له تقول رشا: «لديّ قناعة بموهبته وشعبيته، وأثبت أنه قادر على ابتكار {كراكتير} له مواصفات معينة وضبطها وتوظيف هذا {الكراكتير} في حالات مختلفة من فرح وحزن وشجن وألم، إضافة إلى أنه يملك أدوات هذه الشخصيات المركبة الصعبة التي لها مواصفات خاصة». تؤكد رشا أن الشركة المنتجة تشاركها الرأي لذا رشحت تيم لأداء دور أسعد الوراق.

تحدي الذات

يعتبر الحسن أن مجرّد قبوله لتجسيد دور أسعد الوراق جعله أمام تحدّ مع نفسه وحمّله مسؤولية أمام المشاهدين، فقد سبق أن عرض المسلسل في السبعينيات في نسخته الأولى، لذا تطلب منه الدور جهداً مضاعفاً، يوضح: «ثمة خيوط جديدة وأحداث إضافية ستظهر في النسخة الجديدة وأتمنى أن نحقق جزءاً مما حققه صنّاع «أسعد الوراق» الأساسيون، وأن يلقى دوري الصدى الذي لقيه الفنان الراحل هاني الروماني عندما جسد هذه الشخصية أيام التلفزيون بالأبيض والأسود».

بين الجديد والقديم

كان التلفزيون السوري قدم مسلسل «أسعد الوراق» (سبع حلقات) المقتبس من رواية «الله والفقر» للأديب صدقي اسماعيل عام 1974، كتب السيناريو المؤلف عبد العزيز هلال وأخرجه علاء الدين كوكش، وأدى دور البطولة النجمان: هاني الروماني ومنى واصف.

كتب «أسعد الورّاق» بنسخته الجديدة السيناريست هوزان عكو وأشرف عليه درامياً مروان ناصح، وهو إنتاج شركة «عاج للإنتاج الفني»، وقد اقتضى تحويل السباعية إلى 30 حلقة إضافات وتفاصيل جديدة، مع مراعاة الحفاظ على الحكاية وروحها بالاعتماد على النص الأصلي.

يشارك في المسلسل: أسعد فضة، حسن عويتي، فراس ابراهيم، ضحى الدبس، مها المصري، محمد حداقي، ناهد حلبي، مكسيم خليل، أمانة والي، حسن دكاك، أيمن رضا، ديمة بياعة، إياد أبو الشامات، كندا حنا، فاتن شاهين، محمد قنوع، نوار بلبل، ورامز الأسود، وغيرهم.

back to top