الشمس في لندن خجولة

Ad

تضع الخمار وتنطوي خلف الحجاب

الشمس في لندن بخيلة

تخفي الكنوز وتختفي خلف الضباب

وتخبّئ الذهب المعطّر تحت أجنحة السحاب

وتفرّ من شبح الضرائب في الضحى

فتغطّ في سردابها الرطب المذاب

بندى الغيوم وتترك للمدى وهج السراب.

غنيمة زيد الحرب

ما إن يذكر اسم الشاعرة غنيمة زيد الحرب حتى يتبادر إلى الأذهان ديوان «قصائد في قفص الاحتلال»، وهو الديوان الذي كرّس وجود الشاعرة وأكد شاعريتها، إذ على الرغم من نضوج تجربتها المبكرة فإنها لم تنشر ديوانها الكامل هذا سوى في سنة 1990، وهي في الأربعين من العمر تقريباً، ثم أتبعت ذلك بثلاثة دواوين في سنة واحدة 1993، هي: «في خيمة الحلك» و»أجنحة الرمال» و»هديل الحلم».

وباستثناء المقالات القليلة التي تحدثت عن تجربة الشاعر في السنوات الماضية، يندر أن نجد للشاعرة حضوراً إعلامياً، أو حوارات صحافية، أو حتى أمسيات شعرية، ربما ذلك يرجع إلى قناعة الشاعرة، فالقصيدة بالنسبة إلى بعض الشعراء حضور طاغ يفرض ذاته، فترتسم الكلمات في لحظة تجل مفعمة، ولكنها لا تتجاوز ذلك إلى غاية نفعية أخرى كالشهرة أو الحضور الإعلامي، هي لحظة كتابة ويتوقّف الأمر. غنيمة الحرب واحدة من هؤلاء الشعراء الذين ينكرون ذواتهم، من دون أن يتنكّر لهم الشعر أو يتخلّى عنهم.

توقفت الشاعرة عن النشر في الصحافة على مدى طويل، ولم نكن نعلم أن لها ديواناً خامساً إلا حين أعلن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب فوز الشاعرة بجائزة الدولة التشجيعية، عن ديوانها الجديد «امرأة الشعر» 2010. عندها فقط ذهبنا إلى السؤال عن هذا الديوان، أخبرتنا إحدى المكتبات أن الديوان لم يصل إليها سوى قبل عشرة أيام. هذا ربما يؤكد ما ذهبنا إليه من أن الشاعرة غير معنية بالإعلام من قريب أو بعيد، ربّما على الصحافة أن تفتش عنها، فالتجربة الشعرية الناجحة تفرض ذاتها.

حسناً فعل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب حين منح هذه الجائزة للشاعرة، عن ديوانها الأخير، ونحن نشعر بتراجع كبير للكتابة الشعرية في الكويت، بعد أن أصبح طبيعياً حجب الجائزة عن الشعر في السنوات الأخيرة، ذلك ربما عائد لأسباب، أهمها، تراجع الشعر بعامة في وجه الزحف الذي تمثله الرواية، وعدم اعتراف المؤسسات الثقافية رسمياً بقصيدة النثر، ذلك واضح وجلي، إذ لم نجد ديوان شعر لقصيدة النثر يفوز بجائزة أياً كانت. كما أن الذين يكتبون القصيدة الموزونة لم يأتوا بتجربة تستحق الإشادة، هي قصائد وكلمات مستنسخة من أشعار العصر العباسي، وفي أفضل الأحوال تذكرنا بقصيدة عصر الإحياء في نسخة مشوّهة. وبالطبع أستثني هنا الشاعر المبدع سامي القريني الذين استطاع خلق قصيدة موزونة بروح عصرية.

نهنئ الشاعرة غنيمة زيد الحرب، وإن بدا أن تجربتها أكبر من جائزة الدولة التشجيعية كما أشار إلى ذلك الزميل ناصر الظفيري، ولكن «أن تأتي متأخرة خير من ألا تأتي أبداً». ونتمنى على المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أن يعيد النظر في قيمة جائزتي الدولة التشجيعية والتقديرية، فالمبلغ الذي يمنح الآن قليل بالنسبة إلى مستوى المعيشة ودخل الفرد العالي في الكويت، وأيضاً مقارنة بالجوائز الأخرى التي تمنحها بعض المؤسسات الأهلية.

***

لم يتقدّم أحد إلى جائزة الفلسفة، والسؤال أين قسم الفلسفة في جامعة الكويت؟ وأين الأبحاث التي يقدمها أساتذة هذا القسم؟