غطى خبر تسريب الوثائق السرية لوزارة الخارجية الأميركية على كل الأخبار العالمية، وظل على صدارة نشرات الأخبار في وكالات الأنباء ومحطات التلفاز والإذاعة، وتراجعت باقي الأخبار الهامة إلى الصف الثاني والثالث، وبدأت المؤسسات المعنية، وعلى أعلى المستويات في كل دول العالم، تترقب ما قد يعلن في تلك الوثائق من أخبار قد تسبب إحراجات وأزمات ومشاكل بينها وبين جيرانها، التسريبات التي ظهر بعضها قد تنسف كثيراً من الجسور التي ظلت بعض الدول تسعى إلى  بنائها لعدة عقود، وقد توقف بعض المفاوضات التي بذل جهد كبير للاتفاق على بدئها، تلك التسريبات قد تشعل فتيل حرب في بعض الأماكن وقد تثير زوابع الشك بين كثير من الدول، باختصار تسريب تلك الوثائق يهدف إلى إحداث فوضى في العالم لا يعلم نتائجها إلا الله ولا يستفيد منها إلا من خطط لها.

Ad

السؤال المهم الذي يطرح نفسه وبإلحاح شديد، هو كيف تسربت وثائق بهذه الأهمية والخطورة بكل سهولة ويسر من الدولة التي تحكم العالم وتعرف ما يدور في شوارعه وحواريه، بل وفي بيوته وغرفه؟

هل يعقل أن تغفل أنظمة أميركا وهي تعيش حالة استثنائية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وتفشل في حفظ أسرارها فتتسرب هكذا إلى هاو يعبث بها ويعرّض امنها الاستراتيجي للخطر أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟

لكي نعرف الحقيقة لابد لنا من الانتظار حتى تتكشف لنا كل الأوراق، لكن إذا جاز لنا أن نحلل الأمر ونستخلص بعض الاستنتاجات فليس لنا إلا أن نبحث وراء المستفيد من إحداث فوضى في العالم.

لاشك أن المستفيد الأول هو الولايات المتحدة نفسها فهي بقوة لا تنافسها قوة، وزلزال تلك التسريبات سيضعف دول العالم ويزيدها قوة إلى قوتها، والمستفيد الثاني هو إسرائيل، خاصة إذا شملت تلك الوثائق معلومات عن القضية الفلسطينية وآراء رؤساء الدول العربية فيها وعلاقاتهم السرية بإسرائيل وزعمائها.

***

نهنئ سلطنة عمان الشقيقة باحتفالاتها بيومها الوطني، سائلين المولى عز وجل أن يجعل أيامها أعياداً وأعمالها أمجاداً ويزيدها من خيره ويحفظها درعاً حصينة ضد أعدائها.