لم تكد "فتنة ياسر" تهدأ بعد اتخاذ الحكومة حزمة إجراءات قانونية وتأكيداتها رفض المساس بالمعتقدات الإسلامية، حتى ولدت "فتنة مبارك" عبر مقطع فيديو على "اليوتيوب" تعرض فيه إلى طائفة الشيعة وإلى عدد من النواب الشيعة والإسلاميين السنة، على حد سواء، بالإضافة إلى الحكومة في رد على موقفهم من تصريحات ياسر حبيب.

Ad

وتحركت الحكومة بسرعة لقطع الطريق أمام "مثيري الفتن" وتجار التصريحات "الطائفية" بتأكيدها على اتخاذ إجراءات قانونية حازمة تجاه المخالفات الأخيرة، داعية في الوقت ذاته وسائل الإعلام إلى التوقف عن بث ونشر كل ما يسيء إلى الوحدة والثوابت الوطنية.

رد الحكومة جاء على لسان رئيس مجلس الوزراء بالإنابة وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك، الذي أكد أن الحكومة تتابع "بكثير من الاستياء والقلق ما تشهده الساحة المحلية من تصريحات وتصريحات مضادة تتناقلها وسائل الإعلام المختلفة وتنطوي على مساس مرفوض بوحدتنا الوطنية وتعمد الإثارة والشحن وتأجيج العواطف حول مسائل وموضوعات شديدة الحساسية".

وقال المبارك لـ"كونا" إن "ما يجري لا يحقق مصلحة الوطن ولا يؤدي إلى إيجاد معالجة موضوعية مدروسة لمختلف المسائل المثارة".

ودعا الجميع إلى "التحلي بالحكمة وبعد النظر وروح المسؤولية وتجنب الانسياق وراء من لا يريد خيراً للكويت وأهل الكويت الذين عرفوا بحبهم لوطنهم واعتزازهم وتمسكهم بوحدتهم الوطنية والتزامهم بثوابتهم الوطنية، وأن يعملوا على تفويت الفرصة على من يهدف إلى بث الفتنة والبغضاء بين أبناء الأسرة الكويتية الواحدة".

وأضاف أنه "على ثقة تامة بوعي أهل الكويت، بكل طوائفهم وشرائحهم، بما يترتب على الاستمرار في تشجيع الطروحات الطائفية الماثلة من مختلف الأطراف من تهديد لأمننا الوطني، وشق للصفوف"، مؤكداً أن الجهات المعنية باشرت باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في شأن جميع المسائل والمخالفات التي يطالها القانون"، مشدداً على أن الحكومة "لن تتردد باتخاذ الإجراءات الحازمة لردع كل من تسول له نفسه العبث بالأمن الوطني والمساس بالوحدة الوطنية وبثوابتنا الراسخة".

 ودعا جميع الأطراف لاسيما وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة إلى "التوقف عن بث ونشر ما يسيء إلى وحدتنا وثوابتنا الوطنية وبث بذور الفتنة والفرقة بين صفوف مجتمعنا الكويتي"، كما دعا إلى "التزام الحكمة واليقظة وتجنب الانجرار خلف مثيري الفتنة وأصحاب المخططات المشبوهة، وترك الأمر إلى الجهات الرسمية المعنية لاتخاذ ما يلزم بشأنها، سائلا المولى القدير أن يديم على وطننا نعمة الأمن والأمان برعاية سمو أمير البلاد وولي عهده الأمين".

ومن جانبه قال مبارك البذالي في اتصال هاتفي أجرته معه "الجريدة" للاستفسار عن سبب تصريحه عبر "اليوتيوب": "طلبت من النائب حسين القلاف ألا يخلط الأوراق في تصريحاته بخصوص قضية ياسر الحبيب، وسؤاله لوزير الداخلية: لماذا لا يتم سحب جنسيات الشيخ عثمان الخميس والمطلوبين لمنظمة الأمن الدولية (الإنتربول) وهم ثلاثة أشخاص، وأنا من بينهم؟"، مبيناً أنه "شتان بين من يجمع أوراق المسلمين ومن يخلطها من جهة، وبين من يدافع عن المسلمين ومن يسب الصحابة من جهة أخرى".

وأضاف أنه صرح على اليوتيوب "بعدما أثارت حفيظتي صحف يومية أرسلت إليها تصريحاً بالدفاع عن عرض النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم تنشره، وفي المقابل نشرت ما يثير حفيظة المسلمين ويثير الفتنة في ما بينهم ويشتت الوحدة الوطنية بنشر تصريح من طعن في عرض النبي، وفردت له المساحة الكاملة ليطرح رأيه، أما أنا فمنعوني من ذلك"، مفيداً بأن "الحكومة وقفت وقفة المتفرج على طعن عرض النبي وعدم التدخل في ذلك الأمر".

وتساءل البذالي: "من يتحمل مسؤولية ما ينشر في بعض الصحف من إثارة لحفيظتنا، ونشر الفتنة في ما بيننا؟".

وعن استدعائه من قبل جهاز أمن الدولة، قال البذالي: "اتصل بي ضابط المخفر طالباً التوجه إلى أمن الدولة، فطلبت منه إمهالي يوماً بسبب ظروف وفاة أحد الأقارب"، مشيراً إلى أن "هناك ثقة بيني وبين رجال أمن الدولة وفي كل مرة يتصلون بي بخصوص عدد من القضايا أعطيهم كلمة وأكون على قدر تلك الكلمة وأتوجه إليهم فوراً".

ووجه البذالي نصيحة إلى مثيري الفتن بأن "يتجنبوا تلك الإثارات، وأنه في حال لم تطمطم تلك المواضيع فستثار حفيظة الغيورين، وتكبر الفتنة في البلاد".

وعلى الصعيد النيابي، أشاد النائب دليهي الهاجري بتصريحات رئيس مجلس الوزراء بالإنابة، داعياً الجميع إلى التعاون مع دعوته لإيقاف الفتنة، في حين أعلن النائب د. وليد الطبطبائي وقوفه مع الشيخ جابر المبارك لحماية الوحدة الوطنية "ومنع العبث بأمن الكويت ووأد الفتنة، وعلى رأسها التطاول على عرض النبي وأزواجه".

وأكد الطبطبائي أن "الحكومة مطالبة باتخاذ إجراءات حازمة تجاه صاحب الفتنة الخبيث الذي أجمع أهل الكويت على إدانته، وحتى عائلته تبرأت منه".

بدوره، أشاد النائب مبارك الخرينج بتصريح رئيس مجلس الوزراء بالإنابة، مشيراً إلى أن تصريح أسرة ياسر الحبيب، التي أبدت فيه عدم تأييدها لموقفه وتأييدها لأي إجراء تتخذه الحكومة "خطوة في الاتجاه الصحيح".

أما النائب صالح عاشور فأكد دعمه للشيخ جابر المبارك في حماية الوحدة الوطنية "ومنع العبث بأمن الكويت ووأد الفتنة، وعلى رأسها التطاول على الشيعة وآل البيت"، مطالباً الحكومة "باتخاذ إجراءات حازمة تجاه من يقوم بذلك، وعلى رأسهم عثمان الخميس ومبارك البذالي".

وطالب عاشور رئيس الحكومة ووزير الداخلية بمعرفة الإجراءات التي اتخذاها "ضد البذالي بعد سبه لي وتهديدي بالقتل، وإذا لم تقوما باتخاذ موقف أو أي إجراء واضح، فسيكون لنا موقف واضح منكما، وقد أعذر من أنذر إن كنتما حريصين على الوحدة الوطنية".