في أول رسالة بعد غياب طويل وأول رسالة مباشرة عقب انتهاء الانتخابات المثيرة للجدل، دعا رئيس "الجمعية الوطنية للتغيير" محمد البرادعي، عبر شريط فيديو مصور أمس، الشعب المصري إلى "رصد كل حالة من حالات التعذيب والقمع والتعدي على الحرية الشخصية"، مؤكدا أنه "سيأتي اليوم الذي سيكون فيه حساب لمن قاموا بهذه الانتهاكات، كما نشاهد في مختلف أنحاء العالم، لأن للقمع حدودا".
وقال البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية، الذي عاد إلى القاهرة، إن "هذه هي الفرصة الأخيرة للنظام ليراجع نفسه ويبدأ في تطبيق سياسات جديدة ويبدأ في وضع خطط تنمية في مختلف المجالات"، مشيرا إلى أن "العالم ينظر إلينا كمثال لتردي الأوضاع، مع الأخذ في الاعتبار أن استمرار نظام قمعي في القرن الحادي والعشرين يعتبر من مخلفات العصور الوسطى".وإذ دعا إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها عام 2011، رأى البرادعي أن "مأساة الانتخابات التي مر بها الشعب المصري تحتاج إلى وقفة مع النفس"، مشددا على أن "الوضع المتردي للديموقراطية في مصر أصبح يقارن بالديموقراطية في أفغانستان وهايتي، وهو ما يعني أن الأوضاع تسير من سيئ إلى أسوأ". واعتبر أن "انتخابات مجلس الشعب الأخيرة كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير"، مشيرا إلى أن "استمرار النظام الحالي هو ضرب من المحال"، ومنتقدا "محاولاته ضرب كل فرصة للتغيير السلمي".وقال البرادعي: "لابد أن نتذكر ثورة 1919 التي بدأت بتوقيعات من الشعب"، موضحا أنه "في حال تفويض المعارضة من خلال التوقيع على بيان التغيير سيكون هناك زخم أكبر من أجل سرعة إحداث عملية التغيير".ولفت إلى أن مقاطعة الانتخابات كانت ستفيد بصورة كبيرة لاسيما بعد دخول الحزب "الوطني" الانتخابات بمفرده، مستدركا: "الفرصة لم تضع وأمامنا فرص أخرى". وقال البرادعي إن البرلمان الجديد "مشوه من أكثر من طريقة منها تعيين رئيس الجمهورية لنوابه فيه، وعدم إدراج الميزانيات على نواب الشعب".
دوليات
البرادعي: استمرار النظام الحالي محال وسيحاسَب من قام بالقمع والتعذيب
09-12-2010