إلى الأخ سعد العجمي مع التحية… متى نفهم؟
قرأت أكثر من مرة مقال الأخ سعد العجمي «سنة وشيعة الكويت… أزمة ثقة»، وتوقفت عند نقاط عديدة أتفق مع الكثير منها وأختلف مع بعضها، ولكن قبل أن أمارس حقي بالرد أود أن أبدأ بمقدمة مهمة.المواطنة الحقيقية لا شأن لها بالمذاهب والأديان، فببساطة سعد العجمي على سبيل المثال وغيره الآلاف من سنة الكويت أقرب بكثير إلى المواطن الشيعي من بعض الطائفيين من الشيعة والعكس صحيح، فالحديث عن «الوحدة الوطنية، وكلنا سنة وشيعة إخوان» جملة بدأت تسبب لي الغثيان، إذ لا يمكن بعد مرور عقود من الزمن من تأسيس دولتنا وصياغة دستورها، ونحن مازلنا نردد شعارات كهذه الشعارات، وكأن الكويت استقلت العام الماضي، وصاغت دستورها قبل شهرين.
أما عما ورد في مقال الأخ سعد، فأنا أتفق معه جدا بأن الاحتقان الطائفي هو نتاج سلوك حكومي بامتياز، فسياسة شراء بعض الرموز- ولا أعتقد أنهم رموز- من كلا الطائفتين هو سلوك دأب بعض أقطاب الحكومة على عمله منذ زمن. وكما أتفق مع الأخ الكريم بأن المملكة العربية السعودية أقرب إلينا من إيران في معظم الحالات، ولكني أشمل دولا عدة غير السعودية كالبحرين والإمارات مثلا في حال التعرض لمشلكة خارج الكويت ولا توجد سفارة كويتية في ذلك البلد. وأما عن نقاط الاختلاف فأنا أرفض اختزال تبعية الشيعة في الكويت عقائديا وإيديولوجيا لإيران، فالشيعة في الكويت ينحدرون من أصول كثيرة منها العربي مثل السعودية والعراق ومنها غير العربي مثل إيران، ومن الظلم الطلب منهم اتخاذ مواقف سلبية أو إيجابية من إيران لأن الموضوع ببساطة لا يعنيهم، كما يرجى ملاحظة أن هناك اختلافات لدى الشيعة ذوي الأصول الإيرانية. الشاهد في الموضوع أن المرجعية الدينية لا علاقة لها- ويجب ألا تكون لها علاقة- بالشأن السياسي ولا يوجد شيء اسمه علاقة خصوصية مع إيران أو السعودية. المواقف العدائية من أي دولة ينتج عن سياسة الدولة وتصرفاتها لا لسبب آخر، فالقمع وازدراء آراء المعارضين والتنكيل بالأقليات وتخوينهم هو السبب الوحيد لاتخاذ مواقف سلبية لأي دولة كانت سواء إيران أو السعودية أو البحرين، والحديث عن اتهام الشيعة بالتقية لهذه المواقف اتهام ساذج من جهة وتصرف أحمق من جهة أخرى. أما عن المساس بالرموز الدينية فهذا موضوع شائك جدا، حيث لا يقبل أحد بمساس أحد من الرموز طالما هذا الرمز لم يتعرض لشأن سياسي يعرضه للانتقاد، إذ من غير المنطقي ألا أنتقد رمزا دينيا وهو يدخل أنفه في شؤون السياسة.خلاصة القول أود أن أسأل كل شخص سواء اتفق أو اختلف مع ما ذكرت، هل هناك فارق أو إضافة فعلية للكويت، إذا كنت كويتيا سنيا أم كويتيا شيعيا؟ أعتقد أن من يفكر بهذا السؤال سيعرف تماما أن الكويت تحتاج إلى كويتيين فقط ولا تحتاج إلى مذاهبهم.