«الوفد»: التهديد بمقاطعة الانتخابات ليس مناورة

قبل نحو شهر من الانتخابات البرلمانية المصرية، تصاعدت المواجهة بين الحزب "الوطني الديمقراطي" الحاكم من جهة، والأحزاب المعارضة من جهة أخرى.

وفي هذا السياق، هدّد حزب "الوفد" أكبر الأحزاب "الشرعية" المعارضة مجدداً بمقاطعة الانتخابات، احتجاجاً على ما سمّاه "استمرار الوطني في انتهاج سياسات تنتقص من ضمانات نزاهة العملية الانتخابية".

وأصدر "الوفد" أمس بياناً قال فيه إن الحزب "لن يكون مشاركاً سلبياً في انتخابات لا تتوافر لها ضمانات النزاهة وحرية الاختيار للناخبين"، مؤكداً أن "جميع مؤسسات الحزب ستكون في حالة انعقاد دائم لمراقبة تطورات الموقف، واتخاذ القرار للاستمرار في الانتخابات أو مقاطعتها في الوقت المناسب".

وأكد القيادي الوفدي د. علي السلمي، أن "التهديد بالمقاطعة توجه حقيقي صار قوياً داخل الوفد لا مناورة سياسية"، موضحاً أن الخلاف مع الحزب الحاكم "ليس فقط خلافاً على رفض التلفزيون الحكومي بث إعلانات دعائية للوفد، لكن الأمر متعلق أيضاً بعراقيل حكومية أمام استخراج الأوراق المطلوبة للترشح في الانتخابات".

إلى ذلك، أعلنت مصادر أمنية مصرية ومصادر من جماعة "الإخوان المسلمين"، أن الشرطة المصرية ألقت القبض أمس على نحو 70 عضوا في الجماعة المحظورة بمدينة الإسكندرية الساحلية، خلال رفعهم لافتات تأييد لمرشحة مزمعة للانتخابات البرلمانية.

ووصف عضو مكتب الإرشاد في "الإخوان" محمد سعد الكتاتني الحملة الأمنية بـ"البلطجة التي يمارسها النظام ضد الجماعة"، مؤكداً أن "ما يحدث يعتبر بداية حملة شرسة على الجماعة ستتصاعد خلال الفترة المقبلة".

من جهته، قال محامي "الإخوان" ومرشحها في الإسكندرية صبحي صالح، إن "توجيه هذه الضربات الأمنية العنيفة إلى الجماعة، يؤكد أن الحزب الوطني غير قادر تماماً على مواجهتها".

وفي رد على قرار اللجنة العليا للانتخابات شطب أي مرشح يرفع شعارا دينيا، قال صالح إن هذا الأمر "لا يقلق الإخوان مطلقاً لأن اللجنة لا تملك إصدار قرار شطب المرشحين".

الشريف

في غضون ذلك، نفى الأمين العام للحزب الوطني الحاكم صفوت الشريف أن يكون حزبه دخل صفقة سرية مع أي من القوى السياسية، مؤكداً أن الحزب "يتعامل مع الأحزاب السياسية ويتفاعل معها في منافسة شريفة يحسمها صندوق الانتخاب، لكنه لا يدخل في صفقات سرية مع أحد، فالناخب هو الحكم وهو الفيصل".

وأكد الشريف في اجتماع الأمانة العامة للحزب مساء أمس الأول "التزام الوطني كل ما تصدره اللجنة العليا للانتخابات من قواعد لتنظيم العملية الانتخابية"، وأنه "يرفض كل محاولات الالتفاف على الشرعية وخلط الدين بالسياسة"، في إشارة إلى "الإخوان".