عندما نصل إلى التشكيك في النوايا فإن الحوار بيننا يتوقف، وهذا بالفعل للأسف الشديد هو ما وصلت إليه أطراف الخلاف السياسي في الكويت، فالمؤيدون لعدم التعاون مع الحكومة يصفون أنفسهم بالشرفاء، والأبطال، الحريصين على مصلحة الوطن والمواطنين، ويقذفون معارضيهم أو حتى الذين لم يقفوا معهم بأصحاب المصالح، والانبطاحيين، والمنتفعين الذين خانوا أمانة القسم الذي أدوه في أول جلسة لهم في البرلمان، وأن مواقفهم ليست مبدئية وليست عن قناعة، بل هي بيع ومشترى، وفي المقابل فإن المؤيدين للتعاون مع الحكومة يصفون الطرف الثاني بالمؤزمين المعطلين لمسيرة التنمية، وأنهم لا تحركهم المصلحة، بل شهوة الانتقام من سمو الشيخ ناصر المحمد لثارات قديمة بينه وبينهم ورسائل أخرى يريدونها أن تصل إلى أعلى المستويات.
كما ذهب البعض منهم إلى أن المعارضين ليسوا إلا أدوات تحركها جهات خارجية وشخصيات نافذة في البلد.وهكذا تجاوز الخلاف بين الطرفين الخطوط الحمراء وأصبح كل حزب بما لديهم فرحين، وانفرزت الصفوف وانشق الجدار وتجاوز الأمر قاعة عبدالله السالم إلى الشارع وانتقلت العدوى إلى المواطنين، ولا ندري إلى أي مدى سنصل وعند أي نقطة سنقف، فالمؤشرات كلها تدل على أن جلسة الأربعاء 2011/1/5 لن تكون آخر المطاف ولن تكون الأخيرة، فجيب الحاوي مملوء بالأفاعي والحبل على الجرار، والعقل في ثلاجة... والله يستر.***ما يحدث للسودان والعراق ومصر هو استغلال أجنبي لتراكمات وشقوق في جدار الوحدة الوطنية وغفلة من أهلها فاتعظوا يا أولي الألباب.اللهم احفظ الكويت وأهلها من كل مكروه.
مقالات
كلمة راس: وتوقف الحوار
05-01-2011