الراحل عبد العزيز النمش، فنان من طراز فريد وصاحب خصوصية متميزة وظاهرة قد لا تتكرّر وتاريخ فني يرتبط بتأسيس الحركة المسرحية الكويتية وراسخ في وجدانها، فهو الوحيد الذي عرفه الناس من خلال أدائه دور المرأة منذ مطلع الستينيات حتى وفاته.
ظلّ عبد العزيز النمش مخلصاً لشخصية المرأة، تدرّج فيها منذ الستينيات وأضاف إليها من ثقافته وتجربته فحسّنها وطوّرها. لم يتخلّ عن دور المرأة إلا في عملين، أحدهما في الستينيات والثاني في مسرحية «حكمت محكمة السلطان»، التي عُرضت في 28 فبراير (شباط) 1982، بطولة أحمد الصالح وجاسم النبهان، إخراج الدكتور نجم عبد الكريم، إنتاج «فرقة المسرح الشعبي»، لكنّ أياً من الدورين لم يرسخ في أذهان الناس الذي يتذكرون دائماً أدوار النمش في شخصية «أم عليوي» التي ارتبطت به وأداها بدقة متناهية تفوق أداء المرأة نفسها.يتذكر النمش دور المرأة وبداياته فيقول: «في عام 1960، كنا مجموعة من الهواة في الفن ندرس في مدرسة الخليل بن أحمد ضمن الدوام الليلي، أذكر على سبيل المثال: سيف عباس وعبد العزيز المسعود ودخيل العسعوسي وسليمان الفهد وأحمد الصالح، أردنا تقديم عمل مسرحي ضمن نشاط المركز، وبما أنه كان من الصعب إيجاد عنصر نسائي، عهد المخرج بالدور إلى أحد الأصدقاء لكنه رفضه، ثم أسنده إليّ ونجحت في أدائه، منذ ذلك اليوم أصبح دور المرأة ملاصقاً بي».بداية النمش الحقيقية في تجسيد شخصية المرأة كانت في مسرحية «سكانه مرته» (1964) مع «فرقة المسرح الشعبي»، تأليف حسين الصالح الحداد، إخراج عبد الرحمن الضويحي، شارك معه إبراهيم الصلال، أحمد الصالح، فيحان العربيد، مريم الغضبان، مريم الصالح، عبد العزيز المسعود. من ثم تتالت مسرحيات «فرقة المسرح الشعبي» من بينها:- «غلط يا ناس» (1964)، تأليف عبد الرحمن الضويحي وإخراجه.- «الجنون فنون»، عُرضت في 14 يونيو (حزيران) 1965، تأليف عبد الرحمن الضويحي، إخراج خالد الصقعبي.- «يمهل ولا يهمل» (1966) تأليف صالح موسى، إخراج عبد الرحمن الضويحي، شارك فيها: أحمد الصالح، مريم الغضبان، عبد العزيز المسعود، حسين غلوم، إبراهيم الصلال، جاسم النبهان، مكي القلاف.- {كازينو أم عنبر»، عُرضت في 5 يونيو (حزيران) 1966، تأليف عبد الرحمن الضويحي وإخراجه، شارك فيها: عبد العزيز المسعود، إبراهيم الصلال، مريم الغضبان، أحمد الصالح.- «انتخبوني» (1967) تأليف عبد الرحمن الضويحي وإخراجه.- {حرامي آخر موديل» (1967) تأليف عبد الرحمن الضويحي وإخراجه. شارك فيها: إبراهيم الصلال، أحمد الصالح، فيحان العربيد، عبد العزيز المسعود.- {الحق الضائع»، عُرضت في 10 يوليو (تموز) 1968، تأليف محمد الدخيل ومحمد الراشد، إخراج خالد الصقعبي.- {الصبح يبقى» (1969) تأليف إبراهيم العواد، إخراج خالد الصقعبي. - {رزنامة»، عرضت في 21 يناير (كانون الثاني) 1970، تأليف عبد الرحمن الضويحي وإخراجه.- «هدو المسلسل» (1973)، تأليف حمد السبع، إخراج عبد الأمير مطر.- {ضعنا بالطوشة» عرضت في 20 مارس (آذار) 1974، تأليف صالح موسى، إخراج عبد الرحمن الضويحي.- {محكمة الفنانين» (1974)، تأليف صالح موسى، إخراج عبد الرحمن الضويحي.- {حكمت محكمة السلطان» (1981)، إعداد صالح موسى وعبد الرحمن الضويحي، إخراج نجم عبد الكريم، مثل فيها دور رجل.- «شرايك بو عثمان»، عرضت في 5 أكتوبر (تشرين الأول) 1984، تأليف صالح موسى، إخراج عبد الأمير مطر. «مفاوضات مع الشيطان» للمؤلف والمخرج نفسيهما.- «صخنا الماي وطار الديك»، عرضت في 9 ديسمبر (كانون الأول) 1974، تأليف صالح موسى، إخراج عبد الرحمن الضويحي.- {عمارة رقم 20»، عرضت في 4 يونيو (حزيران) 1978، تأليف راشد المعاودة، إخراج عبد الأمير مطر.- {3*3»، عرضت في 9 سبتمبر (أيلول) 1981، تأليف رضا علي حسين، إخراج جاسم النبهان.لم يكن النمش يعرف القراءة والكتابة، لذا كان يتعب في حفظ الأدوار ويبذل مجهوداً مضاعفاً ويلجأ إلى أكثر من فنان من أصدقائه المقرّبين لمساعدته في حفظ دوره، خصوصاً إبراهيم الصلال وعبد العزيز المسعود.الفرق الخاصةشارك النمش في أعمال مسرحية مع الفرق الخاصة، من أبرزها: «بيت بو صالح»، «بيت العزّ»، «فرسان المناخ»، «أرض وقرض»، «هالو بانكوك»، «فرحة العودة»، «كماشة» (1987) مع المخرج عبد العزيز الحداد، «الكرة مدوّرة» (1994) مع «مسرح الجزيرة»، «الجنس الخامس» (1984)، تأليف فهد السلطان، إخراج عمر خليفه، مع أحمد الهزيم وكاظم الزامل وإلهام مبروك ومجموعة من الفنانين الشباب. «راوان والحرامية» (1984) تأليف فهد سلطان، إخراج عمر خليفة، مع الفنانين: محمد السريع وهيفاء عادل وكاظم الزامل وعلي سلطان.مثّل النمش في مسرحية واحدة للأطفال بعنوان «توم وجيري» مع الفنانين عبد الرحمن العقل ومحمد جابر، وقد عبّر عن هذه المشاركة بقوله: «تحتاج هذه النوعية من الأعمال المسرحية إلى ممثل يستطيع التفاهم مع الأطفال».آخر عمل مسرحي محلي شارك فيه النمش كان «عالمكشوف» عام 1997.المسلسلاتشارك النمش في مسلسلات تلفزيونية محلية وخليجية من بينها: - «درب الزلق» و{الأقدار» مع الفنانين عبد الحسين عبد الرضا وسعد الفرج، و{الدانة» تأليف عبدالله الحبيل، و{الإخوة الثلاثة»، هذه المسلسلات من إخراج حمدي فريد.- «الجوهرة» (خماسية) مع إبراهيم الصلال وإخراج كاظم القلاف.- «أم عليوي» مع عبد الحسين عبد الرضا وإخراج حمدي فريد، و{بندر في قطر». - «أم هلال»، «بيت بوعليوي»، «إمرأتي»، و{الاعتراف». هذه المسرحيات من إخراج بدر عباس.- «وفاء» (13 حلقة)، صوّر في مملكة البحرين، تأليف مكي القلاف، إخراج أمير عبد الله، مع مريم الغضبان وإبراهيم الصلال وعائشة إبراهيم وحمد ناصر. - {حقنا مقنا» (13 حلقة تلفزيونية، مدة الواحدة 45 دقيقة)، تأليف عبد الأمير التركي وإخراجه، مع غانم الصالح وأحمد الصالح وعلي المفيدي، عُرض عام 1978. - {الجفاف يقتل الندى» (13 حلقة، مدة الواحدة نصف ساعة)، عمل مشترك كويتي- سعودي، شارك فيه: حمد ناصر وعواطف محمد وسولاف ورجاء محمد، ومن السعودية، محمد المفرح «أبو مسامح» وعلي إبراهيم وعبد الرحمن الخريجي، عُرض عام 1979.جوائز تقديرية- كرّمت «فرقة المسرح الشعبي» النمش عام 1995 بمناسبة احتفالها بمرور 40 عاماً على تأسيسها.- كرمته الإعلامية القديرة عايشة اليحيى عام 1995 مع مجموعة من الفنانات.- كرّم في المهرجان الخامس لمجلس التعاون لدول الخليج العربي في الكويت (17 مارس-3 إبريل 1997).- كرمته إدارة المسرح التابعة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الموسم الثقافي الأول في سبتمبر (ايلول) 1998، وألقى الفنان إبراهيم الصلال كلمة أشاد فيها بالنمش وبما قدمه خلال مشواره الفني الحافل بالعطاء، ومما قال: «إن أحداً لا يمكنه إنكار الدور الذي قام به هذا الفنان صاحب العطاء السخي، ويقدّر أعضاء المسرح الشعبي هذه الخطوة التي تبنتها إدارة المسرح».- قدمت مؤسسة «أمار» للإنتاج الفني بانوراما تلفزيونية لأعمال النمش، تخللتها كلمات لمجموعة من الممثلين الذين عاصروه من أمثال: محمد المنصور، جاسم النبهان، عبد الحسين عبد الرضا، فؤاد الشطي، الماكيير عبده الطقش الذي تحدث عن ماكياج المحتفى به كونه اشتهر بتجسيد الأدوار النسائية. ثم وزعت شهادات التقدير والدروع التذكارية على المشاركين في مسرحية «الغريب» التي عُرضت ضمن الموسم الثقافي، من بينهم الفنان عبد العزيز النمش، وفي حفلة التكريم قدم الفنان عبد العزيز الحداد مونودراما مسرحية بعنوان «الليل والنهار» من تأليف الجزائري محمد أفندي مبارك.- كرّمه «مسرح السلام» تحت رعاية الشيخ أحمد الفهد الأحمد الصباح (2001).- أقام رئيس اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين الشيخ سالم صباح السالم الصباح حفلة تكريم للنمش والفنانة مريم الغضبان في مبرة صباح السالم (23 نوفمبر 2002)، ألقى خلالها كلمة مما جاء فيها: «نحن ندرك أن الفن هو الواجهة المعبّرة عن المجتمع وسلوكياته، ولا يمكن أن ننكر الدور الحيوي للفن والفنانين في رقي مجتمعنا الكويتي وتقدمه مع الحفاظ على أصالته التي جسدها فنانونا، وأخص بالذكر في هذا المقام الفنانين عبد العزيز النمش ومريم الغضبان اللذين وهبا حياتهما للفن، فأمتعانا بما قدماه من أعمال خالدة سنظل نذكرها على مرّ الأجيال».رحلة طويلة مع المرض- عام 1995 بدأت رحلة النمش مع المرض تشتد أكثر فأكثر، بالإضافة إلى مرض القلب، عانى من ضغط الدم والسكري وأمراض الشيخوخة، مع ذلك ظل يجاهد ويعمل، ولم يمنعه أي ظرف عن ممارسة الفن سوى تقدّمه في السن.- في السنوات الأخيرة تأثرت القرنية في عينيه بسبب مرض السكري وأصيب بشلل موقت جعله يبتعد عن الناس.. وقد زارته شخصيات كويتية، من بينها: الشيخ سالم صباح السالم الصباح والشيخ سعود ناصر الصباح.- عام 2000، أجريت مقابلة مع النمش في تلفزيون «أبوظبي» تحدث فيها عن كرم أهل الكويت عندما سأله المذيع لماذا لا يعالَج في الخارج، ولدى عودته إلى الكويت اتصل به سكرتير الشيخ سالم صباح السالم وأبلغه أن هذا الأخير يتبنى تكاليف علاجه، وبعد ذلك اتصل به الشيخ سالم شخصياً وطلب منه السفر إلى لندن للعلاج.وفاتهيوم الأربعاء في 22 يونيو (حزيران) 2002، غيّب الموت الفنان القدير عبد العزيز النمش عن عمر يناهز 71 عاماً إثر نوبة قلبية حادة أصابته في سيارة الإسعاف وهو في طريقه إلى المستشفى، وقد بدأت معاناة الراحل مع مرض القلب تظهر عليه عام 1987، عندما كان يمثل في مسرحية «كماشة» ولاحقاً في مسرحية «الكرة مدورة».حياته في سطور- عبد العزيز النمش من مواليد الكويت، القبلة، عام 1931.- متزوج وله ولدان.- عمل في طفولته لدى مجموعة من التجار، من هؤلاء عبد العزيز الصقر وأسرة القاضي النفيسي من ثم لدى والد الشيخ د. خالد المذكور الذي كان آنذاك مهندساً في المقوع، بعد ذلك عمل سائقاً في ميناء مدينة الأحمدي وانتقل مع أفراد أسرته للسكن في منطقة الشعيبة. كذلك، عمل في الإدارة المالية (1951 -1964)، وكان يرئسها آنذاك سمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، ثم انتقل إلى وزارة الأشغال العامة وعمل سائقاً للسيارات الثقيلة.- في عام 1964 انتقل النمش للعمل في تلفزيون الكويت وكان مركزه على البحر قرب قصر دسمان ويتولى إدارته المرحوم خالد المسعود، وكان يعمل فيه الأساتذة السنعوسي والفيلي وسعود اللهو، والفنانون سعد الفرج وغانم الصالح وفؤاد الشطي، فعمل في الخدمات وبعدها في الإنتاج والمشتريات، وعن طريق التلفزيون احتكّ بالفنانين والمخرجين.- تقاعد عام 1984 وكان موظفاً في وزارة الإعلام.- عمل في الفن منذ عام 1959.- «مارد الكلب على القصاب»، أول مسرحية شارك فيها وكان يدرس في مدرسة الخليل بن أحمد ضمن الدوام الليلي.- مثل في مسرحية «فرحة العودة» عام 1963.- شارك ممثلاً مع فرقة «المسرح العربي» في مسرحية «عائلة بوصعرورة» ومع «فرقة مسرح الخليج العربي» في مسرحية «يا معيرس» (1982).- أدى بطولة «الصمت»، فيلم سينمائي روائي كويتي من إخراج هاشم محمد.- شارك مع «فرقة المسرح القطري» في الدوحة في المسرحية الكوميدية «صارت نشب»، تأليف عبد الرحمن المناعي وإخراجه. عُرضت في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) 1982.
توابل
40 عاماً من تمثيل دور المرأة عبد العزيز النمش... ظاهرة إبداعيّة قلّ نظيرها
15-08-2010