تسارعت التطورات المتعلقة بملفات التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وتداعياتها خلال الساعات القليلة الماضية. فبعد يومين من صدور مذكرات التوقيف في حق ثلاث وثلاثين شخصية لبنانية نيابية وسياسية وقضائية وأمنية وإعلامية، استدعى القضاء السوري الضباط اللبنانيين الذين كانوا قد أوقفوا بناءً على توصيةٍ من لجنة التحقيق الدولية: اللواء جميل السيد المدير العام السابق للأمن العام، واللواء علي الحاج المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي، والعميد مصطفى حمدان القائد السابق للحرس الجمهوري، والعميد ريمون عازار المدير الأسبق لمخابرات الجيش اللبناني للاستماع إلى ما لديهم من معطيات في شأن ما بات يُعرَف في لبنان بملف شهود الزور الذين تسببت إفاداتهم في توقيف الضباط الأربعة.

Ad

وبحسب مصادر اللواء السيد فإن استنابات قضائية جديدة ستصدر عن القضاء السوري في ختام عملية الاستماع إلى الضباط الأربعة في ضوء ما سيدلون به، لا سيما لناحية الأسماء التي سيأتون على ذكرها في الإفادات التي سيدلون بها.

وتكشف هذه المصادر عن أن شخصيات من بينها نواب لصيقون برئيس الحكومة سعد الحريري سيتم استدعاؤهم أمام القضاء السوري وفقاً للآلية التي سبق أن اعتُمدت منذ نحو سنة، للاستيضاح منهم عما سيرد في الإفادات عن أدوار قاموا بها في تحريض شهود الزور على الإدلاء بما أدلوا به قبل أن يتراجعوا عن إفاداتهم. ويبدو أن أحد الضباط الأربعة سيحمل معه إلى العاصمة السورية شريطاً مسجلاً للشاهد إبراهيم جرجورة سبق أن بثته إحدى محطات التلفزيون اللبنانية، وفيه يروي أنه زار النائبة بهية الحريري في منزلها، والنائب مروان حمادة مرات عدة وفي إحداها حضر أحد مرافقي النائب وليد جنبلاط. وتتوقع مصادر السيد أن يستدعي القضاء السوري الأسماء الواردة في إفادة جرجورة المتلفزة ممن لم يسبق استدعاؤهم، حتى إذا لم يمثلوا وصدرت في حقهم مذكرات توقيف غيابية مماثلة لتلك التي صدرت قبل يومين.

أما على خط التحقيق الذي يتولاه المدعي العام في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان دانيال بلمار، فأشارت أوساط سياسية لبنانية إلى معلومات يتم تداولها عن طلب بلمار من "حزب الله" الاستماع إلى دفعة جديدة من عناصر الحزب ومسؤوليه تتضمن 152 اسماً بينهم شخصيات من أرفع المستويات القيادية.

وتربط هذه الأوساط بين مستوى التصعيد السياسي والإعلامي الذي بادر إليه "حزب الله" في الفترة الأخيرة والمستوى العددي والنوعي الذي وصل إليه التحقيق الدولي في استدعاء عناصر الحزب ومسؤوليه.

وتلفت المعلومات إلى أن الجهات اللبنانية المعنية تلقت إشعاراً من مكتب المدعي العام الدولي يفيد بأن دانيال بلمار سيزور بيروت في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري (26 أكتوبر التاريخ المبدئي للزيارة)، لمتابعة بعض التفاصيل المتعلقة بعمله عن قرب، ولعقد مؤتمر صحافي يتوجه من خلاله إلى الرأي العام اللبناني لوضعه في صورة عمله والأشواط التي قطعها.

يُذكَر أن بلمار يشرف منذ أمس الأول قرب مدينة بوردو الفرنسية على عملية تمثيل جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري من خلال إعادة تفجير مماثل للتفجير الذي شهدته منطقة السان جورج في بيروت بُعيد ظهر 14 فبراير 2005، من خلال نموذج للمنطقة بُني طبقاً لمواصفات ساحة الجريمة.