أسوأ الخيارات!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
هناك من بقي يتحدث عن إمكانية إنعاش الوساطة السورية-السعودية التي طال الحديث عنها، وقيل مما قيل عنها إن الولايات المتحدة هي التي بادرت إلى إحباطها في اللحظة الحاسمة، والحقيقة أنه ومنذ البداية وعلى مدى هذه الفترة منذ غزو حزب الله بيروت الغربية واجتياحها في السابع من مايو (أيار) عام 2008 لم يصدر أي تأكيد عن أي مسؤول سعودي أن هناك وساطة، وأن هذه الوساطة قد حققت ولو تقدماً محدوداً، وكل هذا إلى أن قطع الأمير سعود الفيصل الشك باليقين، وأعلن أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد رفع يده, ليس عن لبنان, وإنما عن جهدٍ مشترك بينه وبين الرئيس السوري بشار الأسد.والمشكلة أن حزب الله ومعه من معه من داخل لبنان ومن خارجه مستمرٌّ في الإصرار على أنه سيغير الواقع اللبناني كله، وأنه سيستبدل هذه المعادلة السياسية اللبنانية المزعزعة بمعادلة أخرى بعد إصدار المحكمة الدولية قرارها الظني الذي أصدرته، وهذا معناه أن عودة الحرب الأهلية باتت غير مستبعدة، وأن الاحتكام إلى السلاح غدا مرجحاً مادام هذا الحزب مصمماً على فرض إرادته وبالقوة على اللبنانيين المعارضين لتوجهاته والرافضين لمساعيه إلى تقويض المحكمة الدولية.والمؤرق حقاً أن الجيش اللبناني، الذي من المفترض أنه المخوَّل حماية السلم الاجتماعي في هذا البلد، ومنع أي طرف من استخدام القوة لفرض نفسه على هذه المعادلة اللبنانية الطائفية، لا يستطيع أن يقوم بهذه المهمة خوفاً على وحدته وتماسكه، وخوفاً من أن يصيبه ما كان أصابه عندما انقسم على نفسه في بداية الحرب الأهلية الأخيرة، وخرج منه جيشان أحدهما بقيادة ضابط اسمه أحمد الخطيب والآخر بقيادة الرائد سعد حداد الذي انفصل بجزء من الجنوب وحوله إلى دويلة عميلة للدولة الإسرائيلية.