الإرهاب والكتاب
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
لم يتبق هنا سوى القارئ أو المتلقي للفكرة وليت الرقيب وأنصاره، وهم للأسف أصحاب رسالة، ذكروا ذلك صراحة حتى نحترمهم أكثر أو أقل، لأنهم لو قالوها صراحة لأصبح لخلافنا معهم وجه آخر. رسالة الرقابة موجهة إلى القارئ، وليس الهدف من تلك الوصاية هو المنع الفعلي لوصول هذه الفكرة أو تلك إليه، فالجميع يقرّ بأن ذلك مستحيل وإنما الهدف الحقيقي هو رسم سياسة لما تراه الجهات الرسمية خطاً لها وإطاراً عاماً لا يزعج أحداً ولا يثير زوابع برلمانية هنا وهناك، إضافة إلى الزوابع الكثيرة التي تواجهها هذه المؤسسات الرسمية.رابطة الأدباء في الكويت أفسدت علي اقتراحي الذي كنت أنوي طرحه، وهي تتبنى بشكل مفاجئ وجهة نظر الرقيب، وتقدر له هذا الموقف وكأنها تنتظر منه جائزة ما أو تزكية رسمية وهي هيئة شعبية تحمل هموم الأدباء، ولكنها تجاهلت الهدف الحقيقي من المنع، وهي تعرف حقيقة ذلك الهدف وبعض كبار رموزها أمثال الدكتور خليفة الوقيان والدكتور سليمان الشطي، وإن لم يكونا أعضاء لإدارتها، يعرفون ذلك وصرحوا به إلا إذا تم تجاهلهم في طرح قضية خطيرة ومهمة كتلك. كان اقتراحي أن يتحول معرض الكتاب من عمل رسمي يزعج الجهات الرسمية إلى عمل شعبي تقوم عليه جهة شعبية تتصدى هي للإرهاب وتحمل على عاتقها عبء المواجهة، تاركة للجهات الرسمية ما يكفيها من مجابهات. ولكنه يبدو أنه اقتراح فاشل مادامت الجهة التي كنت سأقترح أن تتبناه ملكية أكثر من الملك.لن أتناول وقوف الأخوة في مصر إلى جانب الأخوة في الرابطة، وسأترك ذلك لزملائي المصريين، فأهل مكة أدرى بشعابها.