مغارات الفساد وتضخم الثروات
![د. بدر الديحاني](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1472378832591788600/1472378876000/1280x960.jpg)
أما المواطن السوري المقيم في مدينة «درعا» فيقول تعليقاً على المظاهرات التي عمّت المدن السورية والأساليب القمعية التي تستخدمها السلطة هناك ضد المتظاهرين المسالمين «إننا لسنا بحاجة فقط للخبز والعمل، بل إننا بحاجة أيضاً إلى الكرامة والحرية اللتين سُلبتا منّا على مدى عقود طويلة»!وقس على ذلك في بقية الدول العربية، إذ لا يختلف ما تشعر به الشعوب العربية الأخرى كثيراً عن مضمون الحديث الذي عبر عنه متحدث لمحطة «بي بي سي» العربية، وهو الشيء ذاته الذي نسمعه ونشاهده يومياً في المحطات الفضائية ونقرأ عنه في الصحف والمجلات ووسائل الاتصال الاجتماعي المتعددة. لقد ذهل العالم من حجم الفساد الضخم الذي كشف عنه النقاب حتى الآن في مصر، والذي كان في مقدمة مرتكبيه الرئيس المخلوع وزوجته وأبناؤه وأقاربه وبطانته الفاسدة وأركان حكمه من بعض الوزراء ورجال الأعمال وكبار الإعلاميين ورؤساء مجلسي الشعب والشورى، وأمين عام حزب السلطة، ورئيس ديوان رئيس الجمهورية، وغيرهم الكثير مما لم تطلهم يد العدالة حتى اللحظة، إذ تضخمت ثروات هذه القلة القليلة الفاسدة بطريقة غير مشروعة من خلال عمليات استغلال السلطة والنفوذ فيما يعيش ما تفوق نسبته 45% من الشعب المصري تحت خط الفقر ولا يجدون قوت يومهم، ناهيكم بالطبع عمّا كانت تمارسه بعض أجهزة الأمن في مصر وأزلام النظام المخلوع و»بلطجيته» من أساليب وحشية تنتهك كرامة الإنسان المصري عموماً، وتقمع حريته بينما أطلق النظام البائد أيدي «القطط السمان» لكي تعيث فساداً وتسلطاً في طول الأرض المصرية وعرضها.تصوروا لو فتح في الكويت بشكل محايد ونزيه ملف الفساد وتضخم الثروات نتيجة للكسب غير المشروع واستغلال السلطة والنفوذ... فماذا سنجد يا ترى؟! كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة