شيعت أمس جنازة د. عبدالصبور شاهين الذي رحل مساء أمس الأول عن عمر ناهز الـ82 عاماً، وهو أشهر من رفع شعار "التكفير في مواجهة التفكير" في السنوات القليلة الماضية. وخرجت الجنازة من مسجد عمرو بن العاص الذي كان الفقيد قد اعتاد أن يلقي فيه خطبه على مدار سنوات طويلة.
وللراحل العديد من المعارك الفكرية التي اتهم فيها خصومه بالكفر، كانت أبرزها قضية تكفير المفكر الراحل نصر حامد أبوزيد في منتصف التسعينيات، وكان شاهين وراء التقرير الجامعي الذي استند عليه في تقييم أعمال الراحل نصر حامد أبوزيد، ما أدى إلى تهم التكفير التي ألحقت بالأخير ودفعته إلى الخروج من مصر للبقاء سنوات في هولندا.إلا أن شاهين نال من نفس الكأس التي سقاها لخصومه، عندما هاجمه العديد من رجال الدين على خلفية كتابه المثير للجدل "أبي آدم" (طبع في 1998م)، الذي طرح فيه رؤية مغايرة لقصة خلق آدم أبي البشر، وهو ما جعل صديق الأمس وشريكه في تهم التكفير الشيخ يوسف البدري ينقلب عليه ويتهمه بالكفر والخروج عن الملة. وللراحل الكثير من المؤلفات التي تجاوزت الـ70 كتاباً ما بين مؤلفات وتراجم، حيث كان يجيد اللغة الفرنسية وترجم العديد من المؤلفات الفرنسية إلى العربية، منها "مفصل آيات القرآن"، و"دستور الأخلاق في القرآن"، و"تاريخ القرآن"، وموسوعة "أمهات المؤمنين"، و"صحابيات حول الرسول".ولد شاهين في القاهرة بحي الإمام الشافعي عام 1929، وبدأ حفظ القرآن في أحد الكتاتيب، وقد حفظ القرآن كاملاً ولم يبلغ السابعة من عمره، وبعد انتهاء دراسته الابتدائية التحق بالأزهر الشريف ومنه إلى كلية دار العلوم وتخرج في عام 1955، ثم عمل معيداً فيها ونال شهادة الدكتوراه عن القراءات الشاذة في القرآن الكريم مثل القراءة بالسبع والـ14، وواصل عمله بالكلية حتى وفاته.
دوليات
رحيل عبدالصبور شاهين... «شيخ المكفرين»
28-09-2010