آمال: السابع عشر 
من يناير

نشر في 28-12-2010
آخر تحديث 28-12-2010 | 00:00
 محمد الوشيحي إحدى قناعاتي القديمة الجديدة التي بحّ قلمي وهو يرددها تقول إنني «لو امتلكت رصاصة واحدة فلن أطلقها على إسرائيل بل على جامعة الدول العربية، فإسرائيل عدو ظاهر، تسهل معرفة عنوانه واسمه من بطاقته الشخصية، أما «الجامعة» فعدو يحمل أسماءنا وعناوين بيوتنا، وضررها علينا أشد من ضرر إسرائيل».

واليوم أقول إنني لو امتلكت رأساً نووياً شامخاً لما أطلقته على وزير الإعلام، الذي ترك قوانين فنلندا والنرويج واستعان بقوانين «دولة الغساسنة» وقوانين أخرى كان معمولاً بها قبل اختراع الماء، بل سأطلقه على الصحف التي ساهمت في تزوير الحقائق. ولو امتلكت سلاح «طرح الثقة» فلن أطلقه على الوزراء بل على «نواب الحكومة» الذين تكفلوا بتنظيف الصالة كلما لخبطتها «عمّتهم» الحكومة، وتطوعوا للجري أمامها وفتح باب السيارة لها، وتحولوا من محاسبين لها إلى مرافقين وحشم وسكرتارية، يدعمهم من الجهة الغربية النائب السابق الرائع ناصر الدويلة الذي يستحق البيت الشعري الذي قالته الخنساء في رثاء أخيها صخر: «حمّالُ ألويةٍ هبّاطُ أوديةٍ... شهّادُ أنديةٍ للجيش جرارُ»، والدويلة يحمل الألوية ويهبط الأودية ويتناول الأدوية ويحل الأحجية، ويقتل الصدق ولا يدفع الدية. الدويلة هو الكائن البشري الوحيد الذي يحلم قبل أن ينام بنصف ساعة، ثم يذيع أحلامه. ولَكم تمنيت أن أكرهه لكن «ما كل ما يتمنى المرء يدركه».

عموماً... يقابل تطوع هؤلاء النواب لخدمة العَمة، تطوع مجموعة من الشبّان نذروا أنفسهم لخدمة هذه الديرة وحماية حريات أهلها. وآه ما أجمل أيام «نبيها خمس» وما أجمل شبّانها الذين تعملقوا حتى سقط «عقال» الحكومة وهي تنظر مذهولة إلى طول قاماتهم. واليوم تكرر مجموعة أخرى من الكويتيين هذه التضحيات والتطوعات عبر إنشاء «قناة كاظمة»، وهي قناة «شغل بيت»، قامت على اقتطاع أجزاء من رواتب شبّان في عمر الحماسة والوطنية! هذا اقتطع من راتبه مئتي دينار، وذاك اقتطع ثلاثمئة، والثالث تبرع بألف، والرابع بتسعمئة، والخامس بمئة، ووو، فخرجت لنا تلك القناة، التي تبرعت بدورها بنظارات طبية للشعب الكويتي كي تمكّنه من رؤية الأحداث بوضوح. شكراً أطباء العيون والبصائر.

***

تم تأجيل قضية الشامخ د. عبيد الوسمي مع استمرار حجزه إلى يوم السابع عشر من يناير المقبل، وهو يوم له في أذهان الكويتيين ذكرى لا تنسى، إذ انطلقت فيه «عاصفة الصحراء» لتحرر رقبة الكويت من قبضة صدام حسين وجيشه الأهوج... فيا سبحان الله، بعد عشرين سنة بالتمام يحبس الكويتيون أنفاسهم ويعيشون بأنفاس مستعارة إلى ذلك الحين.

back to top