Devil... ليس عظيماً لكنه ليس سيئاً

نشر في 29-09-2010 | 00:00
آخر تحديث 29-09-2010 | 00:00
يغوص م. نايت شيامالان عميقاً في جانبه الذي يؤمن بالخلاص مع Devil، فيلم تشويق خارق للطبيعة وشبه ديني أُطلق كجزء من ثلاثية نايت The Night Chronicles. تدور قصّته المثيرة للاهتمام حول إجهاز الشيطان على أشخاص عالقين في مصعد في مبنىً شاهق في فيلادلفيا أمام أنظار حرّاس الأمن الذين يشاهدون، مرتعبين، ما يحدث عبر شاشة مراقبة.

قصّة Devil من النوع الذي كان رود سيرلينغ ليتناولها في إحدى حلقات The Twilight Zone آنذاك. ابتكر شيامالان الفكرة، وأنتجها واستعان بآخرين لكتابة نص هذا الفيلم البسيط الذي تبلغ مدّته 76 دقيقة.

يمتعنا راوي الفيلم الذي يؤمن بالخرافات بذكريات «عن قصص اعتادت أمّي إخبارها لنا»، قصص عن كيفية «طواف الشيطان في الأرض». من هذا المنطلق، يشكّل الانتحار أحد الدلائل الأكيدة على أن الشيطان سيعذّب المُقدّر لهم دخول النار في الحياة. لذلك تهيئنا تلك الصدمة التي نتلقاها عندما يقفز أحدهم عبر نافذة من طابق عال وهو يمسك بيده مسبحة للمصعد الذي لن يصعد.

يُحتجز بداخله خمسة أشخاص: مندوب مبيعات فظّ وصارم (جيفري أريند)، امرأة جذّابة (بوجانا نوفاكوفيك)، حارس أمن كثير التعرّق (بوكيم وودباين)، امرأة نكدة مسنّة (جيني أوهارا)، وشاب غامض (لوغان مارشال غرين). جميعهم متوتّرون، لكن رئيس الأمن (مات كرايفن) يطلب منهم عبر مكبّر الصوت ألا يقلقوا، لأنه سيخرجهم قبل أن يُصابوا بنوبات الهلع.

لكن ذلك لم يحدث، فضلاً عن أن الشرطي (كريس ماسينا من فيلم Vicky Cristina Barcelona) الذي أُرسل للتحقيق في قضية الانتحار يعمل على قضيّة جديدة، حيث يُعاين جثة قُتلت على يد مجهول في إحدى اللحظات الكثيرة التي تختفي فيها الأضواء وتعلو أصوات ضرب كرة سلّة من المقصورة المجاورة. في تلك المرحلة نعي بأن الراوي هو الذي يملك الحل: حارس الأمن اللاتيني الكاثوليكي، راميريز.

لا نشهد الكثير من الحركة، إذ يبقى الوضع برمّته هادئاً للغاية لفترة طويلة جداً. لكن حين يحاول راميريز (جايكوب فارغاس) تفسير ما يتعذّر تفسيره عبر إسقاط خبزه المحمّص أرضاً من الجهة اللزجة، يتخطّى Devil بالفعل الإحراج الذي ولّده الوعد المرح الذي أضحك الجماهير من صميم قلبها خلال عرض إعلان الفيلم في الصيف الماضي. فمع ظهور عبارة «من نسج فكر نايت شيامالان» بكل تباهٍ على الشاشة، كان يمكن سماع أصوات الاستهزاء في أنحاء صالات العرض. وقد شاع الخبر على نطاق واسع إلى حدّ صدور أشرطة مصوّرة عبر الإنترنت تسخر من فكرة أن الرجل الذي أزعجت أفلامه منذ عرض فيلم Signs هواة أفلام الرعب وأرعبتهم لا يزال يعتبر نفسه «علامة مميّزة».

لكن على رغم ذلك كله، والوعظ كله بشأن الوقوع في الذنب، الاعتراف بالخطأ، العقاب والخلاص، ينجح Devil في إصابتنا بالقشعريرة من شدّة الخوف بسبب استخدامه الفاعل والمحكم لرزمة من الصور المأخوذة عن قرب، المفاجآت التي تظهر في الوقت المناسب، ورهبة توقع الأحداث المرعب. الفيلم ليس عظيماً، إنما ليس سيئاً، وقد يحظى الرجل الذي فرض أفلام The Happening، Lady in the Water، وThe Last Airbender على المؤمنين بذلك الثناء يوماً ما. لا شك إذن في أن شيامالان قلق لأنه لم يحصل على تقدير كمخرج (جون إيريك داودل لفيلمه Quarantine الذي يحبس الأنفاس) لفيلم لا يُنزل على الأقل من قيمة «علامته».

back to top