لو تفحصت بعين ثاقبة وبحثت عن العامل المشترك الذي ساعد في تنظيم وتحريك وتثوير الثورات الثلاث، الإيرانية، والتونسية، وأخيراً المصرية لوجدت أنه الإنترنت والموبايل، فعبر هذه التكنولوجيا المتطورة التي دخلت كل بيت، بل كل جيب، تجاوز الناشطون قيود الأنظمة، وحواجز الشرطة، ومتابعة عيون النظام ومراصدها، فالشعارات تصاغ عبر شاشات الكمبيوترات، وتحديد ساعات الصفر يتم في «الفيس بوك» ومسارات التحرك يتم اختيارها عبر «التويتر»، لذلك كله رأينا المسيرات الضخمة التي شاركت فيها ربة البيت قبل زوجها، والفتاة قبل أخيها، والمعلم والطالب يسيران جنباً إلى جنب، الجد والحفيد يهتفان بهتاف واحد ويحملان شعاراً واحداً دون أن يجمعهما تنظيم مشترك ولا حزب سياسي محدد. إنها ثورة الاتصالات التي قربت الناس وزادت من تواصلهم وأعجزت الأنظمة، والقمعية منها خاصة، وحيرت رجال الشرطة وسخرت من وسائلهم في المواجهة والتصدي. الإحصاءات تقول إن عدد مستخدمي الهواتف النقالة في العالم وصل إلى خمسة مليارات مستخدم، بينما بلغ عدد مستخدمي الإنترنت نحو مليارين ومئة مليون شخص، مشكلة الأنظمة العربية تكمن في الخوف من هذه الوسائل المتطورة للتواصل، لذلك انحصر تفكير المسؤولين فيها في البحث عن طريقة تحجم هذه الوسائل وتقلل من أعداد مستخدميها بوضع القيود على بعض المواقع أو حجب بعضها الآخر، دون التفكير في استخدامها الاستخدام الإيجابي والسعي عبرها لتسويق سياساتها وخططها ومشاريعها وبناء جسور جديدة من التواصل والاقتراب من شعوبها وكسب تأييدها والتعرف على مشاكلها واحتياجاتها ورصد توجهاتها وردود أفعالها المبكرة كي يصبح التعامل معها أسهل وأسرع.

Ad

********

تمر علينا هذه الأيام ذكرى تقلد حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله لمقاليد الحكم في بلدنا الآمن الحبيب، نسأل الله العلي القدير أن يوفقه إلى كل خير، وأن يسدد خطاه، وأن يحفظ بلدنا وبلاد المسلمين من كل شر ومكروه، وينعم علينا جميعاً بالأمن والأمان والاستقرار والاطمئنان، ويجمعنا على طاعته وطاعة رسوله إنه وليّ ذلك والقادر عليه.