قالت مارلين هيمان مديرة برنامج «بيو» القطبي الشمالي الأميركي، إن كارثة خليج المكسيك أظهرت لنا عواقب التهاون في المراقبة وطاقة الاستجابة غير الكافية, حتى في مياه معتدلة قرب المراكز السكانية.

Ad

قال تقرير صدر عن "مجموعة بيو" البيئية إن الظلام وسوء الأحوال الجوية وتحرك بحر الجليد، يمكن أن تؤخر الجهود الرامية الى وقف ثقب في بئر للنفط في المحيط القطبي الشمالي بالولايات المتحدة ستة أشهر أو أكثر, وقد يحتجز النفط المتسرب داخل الجليد الى ما يصل الى عقد من الزمن.

وتعتبر دراسة بعنوان "منع تسرب النفط والاستجابة في المحيط القطبي الشمالي في الولايات المتحدة: أخطار لم تفحص, وعواقب غير مقبولة"، التحليل الأكثر شمولية حتى الآن حول التحديات المتعلقة بمنع واحتواء البقع النفطية على امتداد أقصى الساحل الشمالي للبلاد.

ويأتي هذا التقرير في أعقاب انفجار "ديبووتر هورايزون" في خليج المكسيك، وهو يشتمل على اصلاحات مقترحة لسد الفجوة في مجال تحليل الأخطار, وتخطيط ردة الفعل, والإشراف والبحث العلمي.

وقالت مارلين هيمان مديرة برنامج "بيو" القطبي الشمالي الأميركي إن "كارثة خليج المكسيك قد أظهرت لنا عواقب التهاون في المراقبة وطاقة الاستجابة غير الكافية, حتى في مياه معتدلة قرب المراكز السكانية"، ثم إن المواقع المقترحة لأعمال الحفر في محيط آلاسكا القطبي تمثل البعض من أبعد المناطق على سطح الأرض, والتحديات المتعلقة بالحفر هائلة للغاية.

ومالم تضمن الإصلاحات أن في وسع شركات النفط الاستجابة الى التسرب الكبير في ظروف فعلية, فإن كل عقود تأجير النفط والغاز المقترحة, وعمليات الاستكشاف والتطوير في المنطقة القطبية الشمالية للولايات المتحدة يجب أن تتأجل.

وستعزز مسودة قانون قدمت الى مجلس الشيوخ الأميركي عمليات المراجعة والمراقبة، ليس فقط في المنطقة القطبية الشمالية بل في كل المياه الساحلية في الولايات المتحدة.

قسوة المناخ وبُعد الموقع

ورأى التقرير الذي أعدته مجموعة "نوكا" للأبحاث والتخطيط وشركة بيرسون الاستشارية، أن خطط الاستجابة لم تخفق فقط في حساباتها الواقعية حول المناخ القاسي والموقع النائي, بل انها اعتمدت أيضاً افتراضات مفرطة في التفاؤل.

وعلى سبيل المثال, افترضت الخطط أن 90 في المئة من النفط سيبعد في حال تسرب بحري قطبي شمالي، بينما تمت استعادة أقل من 20 في المئة بشكل فعلي في خليج المكسيك وأقل من 8 في المئة في بقعة زيت إكسون-فالديز في عام 1989.

وإضافة الى ذلك، فإن استخدام الروافع وطرق التطويق من أجل احتواء بقعة بحرية ثم نقل النفط واحراقة أو اضافة مادة كيميائية من أجل تبديده، قد ينطوي على تحديات كافية في مياه معتدلة.

وبنيت الافتراضات المتعلقة بكيفية عمل هذه الأساليب في ظروف قطبية قاسية على تجارب صغيرة المستوى، أو على عمليات تخمين, نظراً إلى عدم وجود تسرب نفطي رئيسي قبالة الشاطئ في القطب الشمالي.

المضاعفات المحتملة

وقد اشتملت المضاعفات المحتملة التي وردت في التقرير المذكور على ما يلي:

1 - الجليد, ودرجات الحرارة الباردة, والأمواج بارتفاع 10–30 قدماً يمكن أن تعوق نشر الزوارق والمقشدة وأن تمزق معدات الاحتواء.

2 – ضعف الرؤية والريح الشديدة العاتية قد يجعلان من المستحيل العثور على بقع النفط واحراقه.

3 – يتطلب التطبيق الجوي لمواد التبديد وجود ريح خفيفة ورؤية عالية, ولا يمكن التعويل على أي منهما في مناخ القطب الشمالي المتغير بصورة عالية.

كما أن مجرد إيصال المعدات والعمال المدربين الى موقع بقعة الزيت في القطب الشمالي، سيكون مهمة صعبة، ويشير التقرير في هذا الصدد الى العقبات التالية:

1 – يوجد طريق واحد فقط يربط خليج "برودهو" ببحر آلاسكا "بوفورت" مع وسط آلاسكا على بعد 415 ميلاً الى الجنوب، وفي الغرب الأبعد لا توجد شبكة طرق تربط بين ساحل بحر "تشوكشي" وبقية أنحاء آلاسكا، والقرى الثمانية الرئيسية في المنطقة ليست متصلة بعضها مع بعض أو مع بقية آلاسكا بأي طريق.

2 – أقرب ميناء رئيسي (وهو أنالاسكا في جزر ألوتيان) يقع على بعد 1300 ميل بحري عن "بوينت بارو" حيث يلتقي بحر "بوفورت" مع بحر "تشوكشي".

3 – لا توجد زوارق خفر سواحل مقيمة في بحري "بوفورت" أو "تشوكشي"، كما أن أقرب محطة جوية لخفر السواحل الأميركي تقع على بعد 950 ميلاً جوياً في "كودياك" بآلاسكا.

ويشرح التقرير بصورة مفصلة الفجوة الكبيرة في البحث العلمي، ولم يتم تطوير نماذج كمبيوتر من أجل التنبؤ بصورة كافية بكيفية تفاعل بقعة نفط في محيط الولايات المتحدة القطبي الشمالي مع جليد البحر المتقلب بشكل كبير، ويوجد فقط قدر قليل من قاعدة علمية بغية قياس تأثيرات التسرب النفطي على الأنظمة البيئية القطبية الشمالية وعلى شبكات الطعام التي تدعم بقاء الفظ (حيوان بحري شبيه بالفقمة) والدب القطبي وغيرهما من الثدييات البحرية والتي لاتوجد في أي مكان آخر في الولايات المتحدة، وتشكل الثدييات البحرية والأسماك 60 في المئة من طعام الـ8000 مواطن من آلاسكا يعيشون في تلك المنطقة.