إيران... كما تدين تدان!
كما أن إيران تسمح لنفسها بالتدخل في الشؤون الداخلية لمعظم الدول العربية, إما لدوافع طائفية أو باسم «الممانعة» و«المقاومة», فإنه من حق العرب بل من واجبهم أن يساندوا «ثورة الأحواز»، خاصة أن مثل هذه المساندة لا تعتبر تدخلاً في الشأن الإيراني، فهذه الأرض أرض عربية وهي أرض محتلة وشعبها شعب عربي له على إخوته واجب دعمه، وهو ينتفض من أجل التخلص مما يمارس عليه من طغيان وتمييز عرقي وعنصري باسم الثورة الإسلامية التي خلافاً لما يقول أصحابها لا هي شاملة ولا هي للمسلمين كلهم. «ما ضاع حق وراءه مطالب»، ولذلك وإذا كانت هذه الثورة, التي فرحنا بها واعتقدنا أنها ستكون عمق العرب الاستراتيجي، ثم فوجئنا بأنها ورثت كل أطماع الشاه السابق في هذه المنطقة, تعتقد أن قضية «الأحواز», عربستان, التي كان احتلها رضا بهلوي الأب في عام 1925, غدت قضية منسية، وأن محاولات تغيير هويتها بإعطائها اسماً فارسياً هو «خوزستان» سوف يُحوّل أهلها إلى فرس وإيرانيين فإنها مخطئة... «لا ينام الثأر في صدري وإن طال مداه»!!
إنه لا يحق لمرشد ثورة الإيرانيين أن يتدخل في الشأن العربي، وأن ينظر إلى هذه الانتفاضات الشبابية العربية بعين ترى أن ما جرى في تونس وفي مصر وفي اليمن نصر للإسلام والمسلمين، والأخرى ترى أن ما يجري في سورية مؤامرة «سكناجية» و«صهيونية» وأميركية، وأن الهدف هو القضاء على «الممانعة» و»المقاومة»، وأي مقاومة وأي ممانعة وهذه هي تجربة دولة غزة الملتحية ماثلة للعيان.كان على صدام حسين ألا يذهب إلى مغامرة حرب الخليج الأولى بالطريقة التي ذهب بها للمواجهة مع إيران، وكان عليه أن يتعامل مع هذه الدولة بالطريقة التي تتعامل بها الآن مع المنطقة العربية، لقد كان عليه أن يتبنى حركة «الأحواز» الاستقلالية، وأن يدعم نزعة أكراد «كرمنشاه» الانفصالية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى منطقة «بلوشستان»، فقد كان هذا أسهل كثيراً وأقل كلفة من تلك الحرب الطاحنة التي أكلت الأخضر واليابس.إنه على العرب أن يدخلوا من مدخل «الأحواز», التي يشكل دعم حركتها الاستقلالية واجباً قومياً لا يخضع للمناورات والألاعيب السياسية الآنية, لتشجيع الحركات الاستقلالية والانفصالية للأكراد وللبلوش وأيضاً للتركمان، فكما تدين تدان، وكما أن إيران تتدخل كل هذا التدخل في شؤون الخليج العربي وفي شؤون العرب كلها باسم الثورة و»الممانعة» و»المقاومة», مع أن الهدف قومي فارسي وطائفي ومذهبي, فإنه على العرب أن يواجهوها بالسلاح نفسه، وعليهم أن يقفوا مع أشقائهم في عربستان، وأن يدعموا الشعوب الأخرى التي ضُمَّتْ إلى مملكة رضا شاه بالحديد والنار، وأصبحت جزءاً من الجمهورية الخمينية رغم إرادتها فـ«العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص».