الأحداث المتلاحقة في لبنان، التي أوصلت هذا البلد إلى حافة الانفجار، تشير إلى أن هناك خطة محكمة لجعل استقدام قوات ردع "عربية"، على غرار ما تم في منتصف سبعينيات القرن الماضي، مطلباً لغالبية اللبنانيين ومطلباً لدول الإقليم، بما فيها إسرائيل، ومطلباً دوليّاً للغرب والشرق ولروسيا والولايات المتحدة الأميركية.
لا يمكن أن يكون هذا الذي يجري في لبنان عفوياً، ولا يمكن أن تكون كرة الثلج، التي بدأ حزب الله دحرجتها، وأخذت تكبر يوماً بعد يوم، بعيدة عن الحسابات الإقليمية التي قال أصحابها ذات يوم في عام 2005 إنهم عائدون إلى هذا البلد، وإن وجودهم فيه سيكون أكثر تأثيراً وأقوى مما كان عليه.عندما يقول رفعت علي عيد الوارث لزعامة الأقلية العلوية في منطقة بعل محسن في طرابلس إن شمال لبنان أصبح "قندهار رقم 2" فإنه في حقيقة الأمر يمهد لدعوة علنية لاستقدام قوات ردع عربية مجدداً إلى لبنان، وهذا ما يريده "حزب الله" وما تريده حركة أمل، التي علَّقت حضور وزرائها اجتماعات الحكومة اللبنانية إلى أن يجري بت مسألة "شهود الزور".كما في منتصف سبعينيات القرن الماضي عشية استقدام قوات الردع العربية فإن الوضع يندفع الآن مجدداً وبسرعة لتكرار التجربة نفسها، والواضح في ضوء خطوة وزراء حركة أمل بمقاطعة الاجتماعات الحكومية، وفي ضوء ما يفعله "حزب الله"، أن الأمور ذاهبةٌ إلى إطاحة الحكومة الحالية برئاسة سعد الحريري، وإيجاد فراغ سياسي سيترتب عليه حتماً فراغ أمني، تمهيداً للاستعانة بـ"الأمن المستعار" حتى يصبح الاستنجاد بالشقيق القريب مطلباً وطنياً وإقليمياً وأيضاً دولياً.وهكذا وعندما تتلاحق كل هذه التطورات وبسرعة، وعندما يأتي محمود أحمدي نجاد إلى لبنان في زيارة هدفها التحدي والاستفزاز، بينما المنطقة ملتهبة كل هذا الالتهاب، فإنه لابد من توقُّع أن يكون القادم هو الانفجار الذي إن وقع فإنه لن يكون محصوراً في هذا البلد الذي عُرف بأنه "باروميتر" هذه المنطقة، بل سيشمل الشرق الأوسط كله، والبرهان هنا هو تلك الحروب التي تلاحقت في الإقليم كامتداد، ولكن على نحو أكثر عنفاً، للحرب الأهلية اللبنانية السابقة.
أخر كلام
قبل الانفجار!
08-10-2010