شهدت الساحة السياسية اللبنانية أمس ترقباً في انتظار نتائج الاجتماع المرتقب بين مستشار العاهل السعودي نجله الأمير عبدالعزيز بن عبدالله مع المسؤولين السوريين في دمشق في محاولة لإيجاد مخارج للأزمة، التي يعيشها لبنان على خلفية اقتراب موعد إصدار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قرارها الظني في جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري.
إلى ذلك، ستشهد البلاد اليوم نوعاً من "إعلان المواقف" بمناسبة عيد الاستقلال، إذ سيتطرق الرئيس اللبناني ميشال سليمان إلى كل المواضيع والأزمات التي تعيشها البلاد.في غضون ذلك، حذر رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية أمس من أنه "إذا كان البعض لا يريد الاعتراف بأن أميركا تريد الشر ولا تريد الخير للبنان وتريد الفتنة السنية – الشيعية فهذا لا يطمئن"، لافتاً إلى "وجود سباق بين المساعي السورية - السعودية والسياسة الأميركية".وتمنى فرنجية أن "يفهم من في الداخل أن من يأتي ليرينا أنه مع المحكمة فهو يريد مشروعه السياسي وليس الخير للبنان"، مؤكداً أنه "على قدر ما يتفق السعوديون والسوريون على قدر ما يرتاح الوضع الداخلي".وأكّد فرنجية في مؤتمر صحافي مشترك تلا لقاؤه مع رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون في بنشعي أنَّ "لا أحد يريد النزول إلى الشارع".وقال: "لا أرى أن المناطق المسيحية هي التي ستغيّر شيئا إذا نزلت إلى الشارع"، معتبراً أنه "لم يتم الحديث عن مشاكل أمنية وعن خلاف مسيحي - مسيحي إلا بعد وجود شخص معين (في إشارة إلى رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع) ، فإذا لا يتعاطى هذا الشخص العمل السياسي على الساحة المسيحية، فهل يتكلم أحد عن خلاف وتوتر أمني؟ علماً أن جماعته هم الذين يقولون نحن بخمس دقائق نسيطر هنا ونسيطر هناك".من جهته، رأى عون أن "هناك مواضيع يجب البت فيها، فالدولة لا تُبنى على الإبهام في المواقف السياسية، وخصوصاً في القضايا المصيرية"، معتبراً أن عدم اجتماع مجلس الوزراء "يوقف تفاقم المرض حتى لا نحتاج إلى أي بوليس في كل جلسة". وقال: "في الجلسة الأخيرة حصل تصرف من رئيس الحكومة لا يليق به فقد هدد وزيرا، وبالنسبة لي لن أشارك بأي جلسة الحوار، وهذا موقف شخصي، فالمقاومة شرعة طبيعية تسمح لأي شعب بحمل السلاح في مواجهة العدو وفي أوروبا فهموها خلال أربعين ثانية، ولكن في لبنان لم يفهموها خلال أربعين عاماً".إلى ذلك، سأل عون خلال جولته في زغرتا القضاء عن "الطريقة التي يتم التعامل بها مع العميد فايز كرم"، معتبراً أنَّ "كرم ليس مذنباً وتوقيفه جاء في سياق الحملة على التيار الوطني الحر".رعدفي سياق آخر، رأى رئيس الكتلة النيابية لـ"حزب الله" النائب محمد رعد أمس أن إعلان إسرائيل نيتها سحب جيشها من القسم الشمالي من بلدة الغجر في جنوب لبنان هو "خداع يتم بالتواطؤ مع الأمم المتحدة" للإيهام بأنها استكملت تنفيذ القرار الدولي 1701.وقال رعد في كلمة ألقاها خلال حفل تأبيني في الجنوب، إن "هذا الانسحاب ناقص، لأنه لا يستعيد السيادة لأرضنا"، معتبرا "أن الأرض تستعيد سيادتها حين يتمكن جيشنا اللبناني من الدخول إلى المنطقة المحررة". وأكد أن "هذا أمر لا ينطلي على المقاومة التي تتمسك بالسيادة كاملة على الجزء الشمالي في بلدة الغجر وتتمسك بحقها في استعادة وتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وكل حبة تراب من أرضنا اللبنانية".ولم يصدر أي موقف لبناني رسمي بعد على إعلان إسرائيل قبل أيام نيتها الانسحاب من شمال بلدة الغجر من دون تحديد موعد لذلك.الجميلفي سياق منفصل، أكد عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل أمس أنه "يتم وضعنا أمام خيار من خيارين إما أن نذهب مع "حزب الله" إلى لعبة السلاح لأنَّه يسعى الى تحقيق أهدافه عبر السلاح إذا عجز عنها بالطرق السياسية والديمقراطية، أو أن نقوم بتقديم التنازلات المستمرة"، مشيراً إلى أنَّ "أول خطأ سياسي حصل هو في المساومة التي تمت في عام 2005 عبر التحالف الرباعي"، مشدداً على أنَّه "لا يمكن قبول أي تنازل مستقبلي لأنَّه تنازل عن الكرامة، فلا يمكن التنازل في موضوع المحكمة".ولفت الجميل إلى أنَّ "هناك ضغوطاً على الرئيس سعد الحريري للتخلي عن حلفائه وخصوصاً الكتائب اللبنانية والقوات اللبنانية، فالسوريون يريدون من الحريري أن يتخلى عن 14 آذار وعن المحكمة أيضاً"، مشيراً إلى أنَّ "الحريري يمثل الاعتدال اللبناني، ويجب أن يلعب دوره الاعتدالي كرئيس للحكومة".
دوليات
عون: لن أشارك في الحوار... وفايز كرم ليس مذنباً
22-11-2010