ضجيج مولِّدات الكهرباء... يحجب أذان غزة

نشر في 26-08-2010 | 00:05
آخر تحديث 26-08-2010 | 00:05
موائد إفطار الغزيين على الشاطئ هرباً من لهيب الصيف
لم تتمكن فريال وهي أرملة فلسطينية في الخمسينيات من عمرها، من سماع صوت الأذان القادم من المساجد القريبة من منزلها وقت الإفطار، إثر ضجيج مولِّدات الكهرباء التي يستعين بها الغزيون لإنارة منازلهم ومحالهم التجارية، في ظل الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي.

وازداد طلب سكان قطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس، على المولدات الكهربائية المهربة عبر الخنادق الرملية أسفل الشريط الحدودي، في شهر رمضان المبارك، خصوصاً في ظل موجة الحر الشديدة التي تجتاح المنطقة، رغم خطورتها وحصدها المزيد من الضحايا.

وتقول فريال التي تعتمد على مولد صغير للحصول على إنارة في ساعات الظلام لـ"الجريدة": "لم أسمع صوت أذان المغرب من المساجد القريبة منذ بداية شهر رمضان"، مضيفةً: "نعتمد وأبنائي على سماع أذان الإفطار من الإذاعات المحلية التي تبث من غزة".

ورغم تأثر فريال بضجيج المولِّدات الكهربائية التي يستعين بها سكان الحي الذي تقطنه جنوب غرب مدينة غزة، فإنها ترى فيها الحل والبديل الوحيد للحصول على الإنارة والتهوية في المنازل، في ظل ارتفاع موجة الحر.

ودفع ضجيج مولدات الكهرباء، والحر القائظ المئات من الغزيين إلى الهروب من منازلهم إلى شاطئ البحر، لتناول طعام الإفطار الذي يعتبر سابقة في القطاع، والاستمتاع بمشهد غروب الشمس في البحر، ونسيم الهواء، وسكون الليل الذي غالباً ما تبدده تلك المولِّدات داخل المدن.

ويقول أبو عودة (54 عاماً)، الذي بات يفضل وعائلته تناول طعام الإفطار على شاطئ البحر بعيداً عن ضجيج مولدات الكهرباء ولهيب الحر لـ"الجريدة": "لم أعُد قادراً على الاسترخاء والحصول على راحة لعدة ساعات داخل منزلي، بسبب ضجيج مولِّدات الكهرباء التي تحيط به من جميع الاتجاهات، والحرارة المرتفعة"، مضيفاً: "يوم انقطاع الكهرباء عن منطقتنا أشد الرحال وعائلتي إلى شاطئ البحر".

وتسبب مولِّدات الكهرباء بشكل متواصل شجارات بين العائلات الغزية في أحياء متفرقة، خصوصاً بين سكان الأبراج المرتفعة، والذين يعتمدون بشكل رئيس على مولدات الكهرباء للصعود إلى منازلهم في الطوابق العليا.

ويشير أبومعتصم وهو رجل طاعن في السن، إلى عدم تمكنه من تأدية صلاة التراويح بشكل يومي في المسجد، بسبب مسكنه الذي يقع في الطابق السابع بإحدى بنايات حي تل الهوى، مبيناً الإشكاليات المتواصلة بين السكان على ساعات استخدام المولد الكهربائي نتيجة كميات الوقود التي يستهلكها، وعدم قدرة الجميع على دفع كلفتها.

back to top