الطائفي علي المؤمن!
لست بصدد الدفاع عن السفير المؤمن وإن كان هذا أقل من حقه، إلا أن عمله وعطاءه اللا محدود كفيلان بالرد على كل مشكك، لكن تدخل بعض نوابنا الأفاضل في كل شاردة وواردة في العلاقة بين الكويت والدول الشقيقة والصديقة أصبح أمرا مملا ولا يطاق.
لأننا نملك برلمانا يختلف عن برلمانات العالم المتقدم، ولأن برلماننا يبحث عن المشاكل فقط وينفخ فيها إلى أن تتورم، وأيضا لأن بعض نوابنا همهم الأول والأخير سكب الزيت على النار، فلا أستغرب أن تقوم فئة من النواب بإلقاء التهم على من يريدون يمينا وشمالا حسب المزاج!لم يسبق أن التقيت أو تحدثت مع سفيرنا في بغداد الفريق متقاعد علي المؤمن، لكن حسب المقربين منه فإنه يملك رصيدا كبيرا من محبة الناس، سواء حين كان رئيسا للأركان، أو في عمله الحالي كسفير للبلاد في العراق، فالجميع يشهد له بالوطنية والكفاءة والإخلاص في العمل، بل يسعى إلى خدمة الناس بغض النظر عن الهوية أو المذهب، إذ اتسمت رحلته الطويلة في خدمة الكويت بالإنجازات الوطنية، ولا أبلغ من نيله ثقة سمو أمير البلاد في اختياره لتولي منصب سفير للبلاد في العاصمة العراقية، وهي مهمة ليست بالسهلة كما يتصور البعض، خصوصا أنها أتت في وقت حرج ومحفوف بالمخاطر، لا سيما أن العراق كان يعيش ظروفا استثنائية وأمنية غاية في الصعوبة، فمن الذي يقبل بتولي مسؤولية مجهولة العواقب على حساب أسرته وصحته؟!
الغريب في الأمر ليس فقط اتهام المؤمن بالطائفية، فهي أصبحت سمة بارزة في المجتمع الكويتي لكل من يختلف بالرأي مع طرف آخر، لكن الغريب والمستهجن هو التدخل السافر في شؤون وصلب عمل السلطة التنفيذية، إذ يتضح من خلال هذه الهجمة غير المبررة أن الهدف أكبر من ذلك، خصوصا أن بعض النواب وبعدما تعمقوا وبسطوا نفوذهم في مختلف وزارات الدولة عبر تعيين محسوبين عليهم، يريدون السيطرة واتخاذ القرارات التي تتفق وأجنداتهم الخاصة في كل ما يتعلق بالسياسة الخارجية للبلاد، وهنا مكمن الخطر، إذ إن هذا الأمر من شأنه فتح الباب على مصراعيه أمام بعض النواب للاعتراض على تعيين أو المطالبة بتغيير أي سفير في الخارج، والكويت "مو ناقصة"!لست بصدد الدفاع عن السفير المؤمن وإن كان هذا أقل من حقه، إلا أن عمله وعطاءه اللا محدود كفيلان بالرد على كل مشكك، لكن تدخل بعض نوابنا الأفاضل في كل شاردة وواردة في العلاقة بين الكويت والدول الشقيقة والصديقة أصبح أمرا مملا ولا يطاق، خصوصا في عمل سفرائنا الذين حظوا بثقة سمو الأمير، وهي محل اعتزاز من الجميع. ولعل ردة الفعل الحكومية كانت على قدر من المسؤولية في هذا الجانب، ولا أبلغ من تصريح وزير الخارجية الدكتور محمد الصباح الذي أكد "أننا لا نقبل على ممثلي سمو أمير البلاد الذين يحظون بثقة سموه المطلقة أن يتهموا بالطائفية لأنهم أبناء الكويت الذين يخدمون بتفان وولاء مطلقين للكويت"، فكم نتمنى أن يعي ممثلو الشعب هذه الكلمات ويعملوا لما فيه تطور نهضة الوطن بدلا من العزف على أوتار تمزق أبناء الكويت يوميا، فقط من أجل تسجيل موقف!