أهم دروس الأزمة لدى مديري الاستثمار: عدم الانجرار وراء المضاربات واختيار السهم المناسب وتبديل الاستراتيجيات

نشر في 31-10-2010 | 00:01
آخر تحديث 31-10-2010 | 00:01
رغم الآثار السلبية التي ألحقتها باقتصادات العالم، فإن الأزمة المالية قدمت الكثير من الفوائد والدروس، فهي رغم أضرارها فإنها استطاعت تعليم الجميع دروسا في الاقتصاد، وأظهرت لهم أخطاءهم وإيجابياتهم، ومن هذا المنطلق توجهت "الجريدة" الى أهل الاختصاص وحاورتهم حول أهم الدروس التي تعلموها خلال الأزمة واثناء ادارة المحافظ المالية الاستثمارية.

في هذا السياق، قال المحلل المالي أحمد القريشي إن من الدروس المستفادة الابتعاد عن التداولات التقليدية والتي يعتمد مفهومها على النظر الى قيمة السهم فقط وعدم قراءة ميزانية الشركة ونوعية نشاطها التشغيلي، والاخذ بعين الاعتبار احتمال قيام أزمات مفاجئة يمكن ان تحدث في أي لحظة. واتفق معه في الرأي نائب الرئيس التنفيذي في شركات مرابحات الاستثمارية مهند المسباح، إذ اشار الى ان من اهم الدروس التي اكتسبها الجميع هي عدم الانجرار وراء المضاربات بغض النظر عن السياسات المتبعة في الشركات.

ورأى نائب الرئيس التنفيذي لإدارة الأصول في شركة كاب كورب للاستثمار فوزي الشايع ان الازمة المالية عملت على كشف الشركات الورقية، وهذا من اهم الدروس المستفادة وهي الابتعاد عن الشركات الورقية التي لا تعتمد على نشاطها التشغيلي.

المسباح: البحث عن الشركات ذات النشاط التشغيلي

قال نائب الرئيس التنفيذي في شركات مرابحات الاستثمارية (مرابحات) مهند المسباح ان للازمة المالية دروسا تمت الاستفادة منها بشكل كبير، وتكون الاستفادة بشكل عام هي بالاستثمار في الشركات التي تعتمد على النشاط التشغيلي والتي تتمتع بإدارة عريقة والتي تمتلك بعدا استثماريا.

واردف المسباح ان هناك خطوات للبدء في عملية ادارة  المحافظ المالية، وهي تدقيق وتقييم أوضاع صناديق الاستثمار المحلية والعالمية، وهذه المسألة تعد مهمة للمستثمرين، مضيفا انه قبل الازمة كانت من الخطوات المهمة ولكن بعد الازمة اصبحت اكثر اهتماما من ذي قبل.

واضاف ان تحليل وتحديد نوع السهم المراد الاستثمار به ووقت الشراء، من البنود الأساسية في الاستراتيجية المثلى ببناء المحافظ والصناديق الاستثمارية، ويشمل التحليل أداء السهم، والعائد من ورائه، وكذلك التحليل المالي والفني للشركة. وافاد بأن الازمة المالية اثرت على الجميع دون استثناء ولكن هناك شركات خسرت جميع راسمالها، وهذا يؤكد انه ليس لها نشاط تشغيلي تعتمد عليه، والعكس صحيح فهناك شركات تأثرت بالازمة ولكن بالحد المعقول، وهذه هي الشركات التي تستحق ان تستثمر اموال الغير فيها. واوضح ان على المستثمرين عدم الانجرار وراء المضاربات بغض النظر عن السياسات المتبعة في الشركات.

الشايع: الاحتفاظ بأموال نقدية وعدم المجازفة

قال نائب الرئيس التنفيذي لإدارة الأصول في شركة كاب كورب للاستثمار فوزي الشايع ان الناس بعد الازمة المالية العالمية أصبحوا اكثر حذرا من ذي قبل في اختيار الشركات التي يراد الاستثمار بها، والبحث في نوعية الارباح المحققة، هل هي تشغيلية ام عن طريق المضاربة.

وأضاف الشايع ان ما سبق يعتبر من اول وأهم الدروس المستفادة من الازمة المالية، مضيفا ان ثاني الدروس هو ضرورة أن يكون لدى الشخص المستثمر مبالغ نقدية، وذلك لاقتناص الفرص وعدم المجازفة بجميع الأموال.

ومضى قائلا: اما في ما يخص المحافظ  والصناديق المالية فعملت الازمة على اظهار الشركات الورقية وهذه من اهم الدروس المستفادة وهي الابتعاد عن الشركات الورقية التي لا تعتمد على نشاطها التشغيلي، موضحا ان هذه المسؤولية تقع على عاتق المستثمر، فهو من يختار مدير معني بادارة اموال الغير، وبالتالي يجب عليه ان يحسن في اختياره، ويجب الاطلاع عن انجازات المحفظة، واين تستثمر اموال الغير. وافاد ان المحفظة او الصندوق الاستثماري يهدفان إلى تحقيق ارباح، لذا على الادارة أن تلتزم نهجا يقلل المخاطر إلى الحد الأدنى وذلك بتنويع أصولها باختيار أوراق مالية جيدة ذات عائد مجزٍ من التوزيعات النقدية والنمو الرأسمالي.

البحر: الاستثمار الصحيح والاطلاع على ميزانية الشركات المقصودة للاستثمار فيها

قال مدير إدارة الأصول المحلية والخليجية في شركة نور للاستثمار عبدالمحسن البحر ان تنويع الاستثمار هو العنصر الأساسي في استراتيجية إدارة المحافظ، موضحا ان هذه السياسة كانت متبعة قبل الازمة، ولكن تعتبر من اهم الدروس المستفادة بعد حدوث الازمة المالية العالمية.

وأضاف البحر ان دراسة الظروف الاقتصادية والمالية للشركات وتحديد التوقعات المستقبلية، بحيث يتم الاطلاع على التقارير كانت ايضا من الدروس المستفادة، مضيفا انه يجب التركيز في عملية ادارة اموال الغير على كيفية اختيار الاستثمار الصحيح ومخاطرة قليلة.

واردف ان هناك اسهما تسمى بالاسهم القيادية والتي كانت تستثمر فيها شركات الاستثمار على شكل محافظ مالية والعكس صحيح، فهناك شركات يطلق على أسهمها بـ"المفلسة" وايضا بعض الشركات استثمرت بها ولكن بعد حدوث الازمة اتضح لنا ان هذه الشركات لا تعتمد على نشاطها التشغيلي وكانت تضارب باسهم المساهمين.

وافاد بأن للازمة مالية دروسا يجب الاتعاظ بها، ومن اهم الدروس التي تعلمتها جميع الشركات ان تكون ديونها مدروسة بشكل جيد، وان تضع خطة استراتيجية في كيفية سداد ديونها دون تعثر.

الحنيان: التنويع في الاستثمار يقابله توزيع

في المخاطر

قال نائب مساعد مدير عام الاستثمارات المحلية والعربية في شركة الاستثمارات الوطنية سعد الحنيان، ان لإدارة المحافظ سياسات عديدة وهذه السياسات هي التي تقلل المخاطر في وقت الأزمات.

وأضاف الحنيان أن من أهم الدروس المستفادة في مجال ادارة اموال الغير في ظل وجود الازمة العالمية ضرورة ‏أن يكون هناك جزء من المحفظة يحتوي على أسهم الشركات منخفضة المخاطر وجزء من الأسهم ذات المخاطر العالية والتي يكون العائد بها مرتفعا، وذلك تنويع المخاطر والتي من الممكن ان ربح إحدى المحافظ تعوض خسارة الاخرى.

واردف ان الاعتماد على الشركات التي تعتمد على نشاطها التشغيلي من الدروس المستفادة ايضا، وعدم الانجرار وراء قيمة السهم او تصريحات البعض ويجب الاطلاع على ميزانية الشركة ومعرفة هذه الأرباح هل هي تشغيلية ام أتت عن طريق المضاربة.

واشار الى ان هناك شركات تعطي توزيعات نقدية مجزية مما ساعد في ظل الازمة المالية محافظ الاستثمار على البقاء ووجود السيولة الكافية، مضيفا ان الانتظام في توزيع الارباح على المساهمين وبعوائد منتظمة ومرتفعة مؤشر على ان الشركة من الشركات الممتازة عكس التي توزع ارباحا متفاوتة.

القريشي: التمحيص في وضع الشركات

من فوائد الأزمة

يرى المحلل المالي أحمد القريشي ان للازمة المالية الكثير من الفوائد، فهي جعلت الاشخاص المعنيين في ادارة اموال الغير يمحصون اكثر في وضع الشركة المراد الاستثمار بها، ومعرفة ديون الشركات وقدرتها على الوفاء، ونوعية الأرباح المحققة، هذا ان كانت هناك ارباح تذكر.

وقال القريشي ان تحقيق مستوى ملائم من التنويع بين قطاعات، فمن الخطأ تركيز الاستثمارات في أسهم شركة ‏واحدة حتى إن كان رأس المال المستثمر صغيرا، فكلما زاد تنوع قطاعات ما بين الصناعة والعقار والاستثمار انخفضت المخاطر، فمثلا محفظة ‏فيها أسهم ثلاث شركات مختلفة القطاعات تكون أقل مخاطر من محفظة فيها أسهم شركتين فقط وهكذا.

واضاف القريشي ان السوق في وقت الازمات المالية في نزول حاد ومستمر، وهذا يجعل الاشخاص الذين يديرون المحافظ يتخارجون ويبتعدون عن السوق وهذه سياسة صحيحة فيجب معرفة الشركات التي تكون من السهل التخارج منها وفي أي وقت.

واردف ان من الدروس المستفادة الابتعاد عن التداولات التقليدية والتي يكون مفهومها النظر الى قيمة السهم فقط وعدم قراءة ميزانية الشركة ونوعية نشاطها التشغيلي، اضافة الى ذلك الاخذ بعين الاعتبار ان هناك ازمات مفاجئة ممكن ان تحدث في أي لحظة.

back to top