المائدة... يرصد تحوّلات المجتمع وتناقض العلاقات الأسريّة

نشر في 22-03-2011 | 00:00
آخر تحديث 22-03-2011 | 00:00
اتخذت وزارة الثقافة المصرية قراراً، منذ فترة، بأن يدعم صندوق التنمية الثقافية التابع لها 10 أفلام قصيرة لمخرجين وكتّاب متميزين من معهد السينما، وفعلاً بدأ تنفيذ هذا القرار بإنتاج «المائدة» باكورة هذا المشروع.
«المائدة» فيلم روائي قصير مدّته 50 دقيقة ويصوّر بطريقة الديجيتال أو الكاميرا الرقمية، سيناريو وحوار نادين شمس، إخراج جيهان الأعصر، بطولة: غادة إبراهيم، ليلى جمال، ثناء جميل، عمر نايف، والمخرج ابراهيم البطوط ممثلاً للمرة الأولى.

يرصد الفيلم التحوّلات الاجتماعية والاقتصادية التي طرأت على المجتمع المصري في السنوات الأخيرة من خلال أسرة مكوّنة من ثلاثة أجيال: الإبنة والأم والجدة.

اختارت نادين شمس هذا العنوان تحديداً لأن أفراد الأسرة يستعيدون ذكريات وأحداثاً سواء سعيدة وغير سعيدة أثناء تحلّقهم حول مائدة العشاء.

تحمّست المخرجة جيهان الأعصر للفيلم لأنه يزخر بقدر من الإنسانية والتفاصيل المعبّرة، مشيرة إلى أنه صُوّر بالكامل في شوارع القاهرة وفي شقق وفنادق في منطقة 6 أكتوبر، وبعد الانتهاء من تصوير المشاهد المتبقية ضمن ديكور شقة فوزية (غادة ابراهيم) سيكون الفيلم جاهزاً للمونتاج والميكساج وبالتالي للمشاركة في مهرجانات مصرية ودولية.

تمرّد

تجسّد غادة إبراهيم شخصية فوزية، امرأة على قدر كبير من الجمال، إلا أنها تتمرد على واقعها وعلى زوجها لأجل طموحاتها، وهي تمثل الجيل الوسط في الأسرة التي يرصد الفيلم تفاصيل حياتها، فهي ابنة لسيدة (ليلى جمال) وأم لشابة (ثناء جميل).

أعربت ابراهيم عن سعادتها بأولى بطولاتها السينمائية في فيلم متميز ومختلف، باعتبار أنه يعرض الفرق في التفكير بين الأجيال الثلاثة، وما يترتب على ذلك من قرارات وأحداث.

تضيف ابراهيم أن ارتداءها الحجاب ضمن الأحداث يناسب الطبقة المتوسطة التي يعرض الفيلم تفاصيل حياتها، ذلك أن المحجبات يشكلن نسبة كبيرة فيها ويعتبر الحجاب عادياً وطبيعياً ولا يعني تزمتاً أو تطرفاً، باختصار بات جزءاً من شخصية هذه الطبقة.

قساوة

تجسّد ليلى جمال دور الأم والجدّة المصابة بالسكّري وضغط الدم وغيرهما من الأمراض، فتمنع عليها ابنتها أنواعاً من الطعام بناء على إرشادات الأطباء وتتعامل معها بأسلوب جاف، ولا ينفع معها استعطاف أمها بالسماح لها ببعض المأكولات ولا تترك معها نقوداً لشراء أطعمة. في إحدى المرات، تشاهد الجدة إعلاناً عن شركة مهمتها توصيل الطعام إلى المنازل، فتتّصل بها وتعرض عليها خدماتها مقابل الطعام، ما يعرّضها لمضاعفات.

توضح جمال أن الفيلم يرصد طريقة الجدة والإبنة والحفيدة في الحياة ورؤيتهن لها. بدورها، تجسّد الممثلة الشابة ثناء جميل شخصية الإبنة التي تعيش فترة المراهقة بكل ما فيها من اضطرابات نفسية واجتماعية ومشاكل تجبر العائلة على الانغماس فيها، ومدى تفهم الجميع لهذه المشاكل وقدرتهم على استيعابها وحلّها.

تصف جمال تجربة التمثيل للمرة الأولى بأنها ممتعة لأن الفيلم يرصد بشكل غير مباشر قضية تربية الأبناء، الأسباب التي تضع حداً للزواج، والعلاقة بين الأم وابنتها وتناقضاتها.

تجربة جديدة

يؤدي ابراهيم البطوط في الفيلم دور زوج فوزية الذي عاش معها فترة من السعادة والبهجة، إلى أن حدثت بينهما مشاكل دفعت زوجته إلى التمرّد عليه.

يوضح البطوط أن تجربة التمثيل التي يخوضها للمرة الأولى كانت ممتعة ومفيدة، لا سيما أن صداقة تجمعه مع المؤلفة نادين شمس والمخرجة جيهان الأعصر، ما رفع درجة حماسته للتجربة ككل.

back to top