منظور آخر: هوس التجميل!!

نشر في 26-11-2010
آخر تحديث 26-11-2010 | 00:01
 أروى الوقيان مع الأسف عدم الاقتناع بما أعطانا الله من ملامح تميزنا جعل بعض النساء يسعين إلى تغيير هوياتهن رغبة في اجتذاب الطرف الآخر،لا لشيء بل لأن الثقافة العربية عززت شعور تذليل الذات من أجل الرجل، ومن حق هذا الرجل الاستهزاء من هذه الأنثى إن لم تكن جميلة، فحتى إن كان هو قبيحا، تجده يختال بعبارات تؤكد عدم أهمية شكل الرجل.

كنت في حفل زفاف إحدى الصديقات أخيرا، وإذا بي أرى وجوهاً أتذكرها ولا أتذكرها، أرى شيئاً فيها أعرفه والباقي لا أعرفه، خدوداً منفوخة وأنوفاً مصغرة بشكل يكاد التنفس يصبح بها مستحيلا فما بالك بالعطاس؟!

هوس تجميلي غريب اجتاح الحضور من جميع الأعمار، وللأمانة هو هوس زادهن قبحا، ففي السابق كان لهن شخصياتهن وملامحهن الخاصة بهن، واليوم بتّ أراهن كلهن متشابهات بشكل غريب، ونفس الموجة اجتاحت قبلها الفنانات وأصبحن يتشابهن كلهن في نفس الملامح ونفس العري، وأصبحن بالفعل «قدوة سيئة»، فباتت كمية لا يستهان بها من النساء تتبعها.

مع الأسف عدم الاقتناع بما أعطانا الله من ملامح تميزنا جعل بعض النساء يسعين لتغيير هوياتهن رغبة في اجتذاب الطرف الآخر،لا لشيء بل لأن الثقافة العربية عززت شعور تذليل الذات من أجل الرجل، ومن حق هذا الرجل الاستهزاء من هذه الأنثى إن لم تكن جميلة، حتى إن كان هو قبيحا، تجده يختال بعبارات تؤكد عدم أهمية شكل الرجل، وتؤكد أهمية ما يملكه من نقود، وهي بلا شك حمل على الرجل العادي أو الذي ينتمي إلى الطبقة المسحوقة، فتجده يعاني كادحا من أجل إرضاء امرأة لا تقنع سوى بجيب مثقل بالأموال، ومن بعدها تجدها تتحمل من أجل ذلك مشرط الدكتور والآلام البليغة، فهل يستحق هذا المال أو الشعور بالجمال (المزيف) كل هذا العناء؟

لم يتعلم بعض البشر الحب من أجل الروح، حتى إن كان بعضنا بأنف معوج أو شفاه صغيرة، فمن المفترض ألا يعرف الرجل هذه الشكليات إن أحب المرأة فعلا، حيث يفترض الرجل بالمرأة أنها لن تحبه إلا إذا كان غنيا، وهذه المرأة لا تستحق حبه لأنها اختارت جيبة وليس قلبه، كيف يرتضي الإنسان على نفسه أن يصبح مستغلا إلى هذا الحد؟!

يرجع كل هذا لسبب بسيط، وهو كره الذات ونبذها لعدم وصولها إلى الكمال، والجسم الممشوق والتعرض لتعليقات ساخرة على المظهر طوال الوقت، وكأن من منحه الله جمالا أعطى نفسه حق الاستهزاء بالآخرين غير مدرك أن الأمر في النهاية قدري، فمن الممكن أن تصبح في مكانه، ولكن إرادة الله شاءت أن تعطيك ميزة لتقدرها، لا لتتكبر بها على الآخرين.

قفلة:

عندما نسافر، ونُسأل من أين نحن؟ فإننا نجيب بخوف: من الكويت، لأننا نشعر بمدى الكره الذي يكنه الكثيرون لنا، قد لا أعرف السبب بالضبط ولكني أسمع من بعضهم أن الكويتيين مغرورن متكبرون، ويتعاملون مع الناس بفوقيه غريبة، وفي كل مرة أبرر أن الناس تختلف، وكل شعب فيه السيئ والجيد، وأُصدَم دوما بتصرف من حولي من الكويتيين، والذي يتسم بغرور غبي لست أفهمه حتى الآن!

back to top