الرئيس البوسني حارث سيلاجيتش: غياب الحوار أحد أسباب الأزمات الدولية اليوم

نشر في 21-10-2010 | 00:01
آخر تحديث 21-10-2010 | 00:01
No Image Caption
مفتتحاً دورة البابطين الثانية عشرة
افتتح رئيس مجلس رئاسة البوسنة والهرسك الدكتور حارث سيلاجيتش اليوم أعمال الدورة الثانية عشرة لمؤسسة جائزة عبدالعزيز البابطين للإبداع الشعري في العاصمة سراييفو، وسط حضور كبير لوفود وشخصيات سياسية وثقافية وفكرية رفيعة من الكويت والعالمَين العربي والإسلامي، إضافة إلى مستشرقين وأدباء من أوروبا.

بدأت الدورة الثانية عشرة لمؤسسة جائزة عبدالعزيز البابطين للإبداع الشعري أعمالها بكلمة لرئيس مجلس أمناء الجائزة السيد عبدالعزيز البابطين، الذي رحب بأصدقاء الثقافة ومحبي الكلمة الطيبة، مشيراً إلى أنه يحمل من الكويت رسالة المودة والصداقة والتسامح، وأن الثقافة هي لغة عالمية تجمع ولا تفرق وأن الكلمة الطيبة هي ما نحتاج إليه في عالم اليوم.

وأشار إلى أن اختيار العاصمة البوسنية سراييفو مكانا لهذا اللقاء هو تقدير لكفاح هذه المدينة في المحافظة على روح التسامح العرقي والديني، ومن ثم أكد حرصه على مواصلة مسيرة المؤسسة في ترسيخ المحافظة على اللغة والثقافة العربية في جميع الميادين، مبيناً أن المؤسسة ستكثف جهودها في دعم اللغة والأدب والثقافة العربية.

وشدد البابطين على أن التعددية الدينية والعرقية تشكلان نسيجا رائعا في بناء المجتمعات العصرية التي تحترم وجود وثقافات الشعوب على مختلف اشكالها وعروقها، معتبراً أن التعددية هي امتحان لقدرة الشعوب على الاستمرار والبقاء.

وأشار البابطين، في كلمته التي ألقاها وسط حضور كبير، إلى أن مدينة سراييفو التي تتضمن اعراقاً وديانات مختلفة هي مثال واضح على وحدة الجنس البشري وعدم إمكانية نجاح الأساطير التي تقضي بسيطرة عرق أو ثقافة على عرق أو ثقافة آخرين.

ومن جانبه، أشاد رئيس مجلس الرئاسة البوسنية الدكتور حارث سيلاجيتش بالدور الذي تلعبه المؤسسة الكويتية الرفيعة في سبيل خدمة الحضارة الإنسانية، معتبراً مؤسسة عبدالعزيز البابطين مثالاً نموذجياً يمكن الاستفادة منه ليس فقط في المجال الثقافي والأدبي، بل في المجال السياسي كذلك.

وأوضح سلاجيتش أن مشروع الحوار الحضاري الذي تبنته المؤسسة منذ عقود طويلة هو مثال قد يساعد الكثيرين على استنتاج دروس مهمة في سبيل تعزيز الحوار في المسرح السياسي، مبيناً أن غياب الحوار هو احد أهم أسباب الأزمات الدولية في عالم اليوم.

وفي كلمته، حيا أمين جامعة الدول العربية السيد عمرو موسى كفاح الرئيس البوسني وتاريخه، وما تمثله سراييفو كنقطة التقاء بين ثقافتي الشرق والغرب، خاصة في عصرنا هذا الذي يغطيه ضباب العلاقة المهتزة بين الحضارات والتعصب المتنامي ضد المسلمين. وقد ركز الأمين العام على مسألتين هما القمة العربية الثقافية المقبلة، والمشاركة الثقافية العربية من خلال دورة الألعاب الأولمبية في لندن عام 2012 عبر المهرجان الثقافي والفني الذي تنظمه الهيئة البريطانية للأولمبياد الثقافي.

وألقى في حفل الافتتاح وزير العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتي المستشار راشد الحماد نائب رئيس الوزراء للشؤون القانونية كلمة نيابة عن رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ ناصر المحمد شكر فيها مؤسسة عبدالعزيز البابطين على الدور المحوري الذي تلعبه في نشر الثقافة والأدب العربي بصورة مشرقة في مختلف بقاع الأرض.

واعتبر الوزير الحماد مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري مثالاً مضيئاً على الطاقة الإنسانية الضخمة، وذلك من خلال ما يستطيع الفرد إنجازه عندما يتسع قلبه لآمال وطموح البشرية جمعاء، مشيراً إلى أن المؤسسة التي اتخذت من الشعر والأدب عنواناً لها قد تجاوزت جميع الحدود التي تفصل بين الدول والشعوب، بل إنها تلك الأمم تحت راية الإبداع الأدبي والشعري.

وفي كلمةٍ، نيابة عن البابا بنيدكت السادس عشر، ألقى القاصد الرسولي في البوسنة والهرسك كبير الأساقفة أليساندرو، قال فيها إن هذه التظاهرة تحاول أن تقدم تسوية ولقاء لما يسمى اختلاف الثقافات، وتابع: "أعتقد أن اختلاف الثقافات ليس ظاهرة جديدة تماماً، بل هو موضوع للنقاش، مما يساعدنا في تجنب الصدام والبعد عن التأثيرات الأصولية الرجعية التي تؤثر في مسارنا".

من جانبه، أكد السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي في العراق أن حوار الحضارات والثقافات حوار للتعايش، فقد دخلت البشرية طوال تاريخها في صراعات مدمرة، فانهارت حضارات وقامت أخرى، ومن شأن هذا الصراع أن يقود إلى التدمير، إذ إنه في أحسن حالاته يدمر جزءاً من العالم ويبني جزءاً جديداً. وحين يكون الحديث عن العراق فنحن نؤمن بأن الحوار هو الطريق الوحيد للخروج من المحنة الحالية.

وفي نهاية الحفل تم تكريم الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا لجهوده المتعلقة بتكريس الحوار بين الثقافات، كما أعلنت جوائز الدورة الثانية عشرة، وجاءت كالتالي:

جائزة أفضل قصيدة للشاعر فارس حرام من العراق، وجائزة أفضل ديوان شعري للشاعر أحمد حسن محمد من مصر، وجائزة الإبداع النقدي للدكتور صلاح رزق.

back to top