إن كلمة «الخامل» لغة تعني المجهول الذكر، وهم كثيرون في زماننا، وبعضهم يظل كذلك، إلا أن منهم من يتذكر فجأة أنه رجل، وأن له عائلة أو قبيلة لها حق عليه «على الأقل بالمواصل»، وهو الأمر الذي تجاهله طوال سنوات توليه المنصب أو خلال حياته العملية.
وتبدأ عملية التلميع فتصدح الأصوات الصادرة من الهواتف النقالة مبشرة العائلة وأهالي المنطقة بقرب افتتاح الديوانية وتفضل صاحبها على الناس باستقبالهم يوماً في الأسبوع؛ ليتشرفوا برؤية وجهه الكريم وسماع آرائه الشريفة حول هذا الموضوع أو ذاك.حسب وجهة نظري وبناء على المصادر التي أعرفها، وأغلبها من ديوانية «عروقها في الماي»... هكذا تكون المقدمة المناسبة لهذا الذي لم تكن تعرفه سوى زوجته وبعض إخوانه!فيبدأ صاحبنا بنشر مجموعة «الذباب»، وهي التي تلتصق بكل حلوى جديدة وتهتم بـ»السبعة» مروجة لـ»ترى الوزير الفلاني فاتحله خط وياه وإذا عندك أي معاملة جيبها... أو ييبها»! وتروّج مجموعة الذباب الإشاعات عن «حلواها» لعل من أهمها أنه (صاحبنا) محارَب من قبل «الحضر» إن كان بدوياً، ومن «البدو» إن كان حضرياً، أو من «السنّة» إن كان شيعياً، والعكس صحيح.وتؤكد حشراته أنه إذا وصل إلى مجلس الأمة فسيكون الدرع القوية و»الباتريوت» الفعال ضد أعداء القبيلة، أو العائلة، أو الطائفة، و»تصطفل» الوحدة الوطنية! لأن الأهم هو أن يجلس هذا الخامل الكسول «كما تعني الكلمة لغوياً» على المقعد الأخضر.ولـ»الخامل» الكثير من المعاني التي لا تخرج في أغلبها عما سبق، مثلاً «الخميلة» تدل على الشجر الكثيف المجتمع حتى لا يُرى الشيء إذا سقط فيه، أو بتعبير آخر مثل صاحب المنصب، شعبياً كان أم حكومياً، الذي يخفي حقيقة ضعفه عبر مشية ابتدعها هو أو رآها في أحد أفلام «رامبو»، أو بأن يخفي تبعيته السياسية لأحد «المعازيب» عبر كذبه وتأكيده أن وقفته مع الحكومة كانت عن اقتناع شخصي.وأيضاً «الخميلة» هي الأرض الواطية التي تكون منقعاً للماء، فتجده دائماً منخفض الرأس والصوت، وعيناه تبحثان دائماً عن اليد الشريفة... هل هي مع ذلك المشروع أو تلك القوانين أو ضدها؟!وقد يخفي رأسه في الأرض مثل النعامة التي يُسمى ريشها «الخمل»، اتقاء رياح الغضب الآتية ممن غشهم وخدعهم لبسه المخملي، والذين يطالبون بموقف قوي يبيّض الوجه، لا وقفة ضعيفة أو لينة كما تعني كلمة «خميل» وإن كانت تشير إلى الليّن من الطعام، أو من الممكن أن ننسبها إلى كل ما لان من الأكل والفلوس والمزارع!
مقالات
الخامل وريش النعام
12-11-2010